هدير النقود يكتم الأصوات

هدير النقود يكتم الأصوات

«كانت شريحة صغيرة من الأغنياء تكدس الأموال، بعيداً عن حاجات الناس العاديين، أولئك الفقراء الذين كانوا يعانون من البؤس، والارتداد إلى الدين، وكان هناك ازدهار للسوق السوداء، وصدامات مسلحة بين الفرق الإسلامية المختلفة، وحرب على الحدود الغربية، واغتيال للقادة السياسيين»

سيصدر عن دار الطليعة الجديدة قريباً، كتاب جديد بعنوان «المبارزة» يعتبر بمثابة جولة على التاريخ السياسي، والصراع في هذا البلد الحديث التشكل. يشبه الكاتب طارق علي هدير النقود بسلاح يكتم الأصوات الأخرى كلها. حيث لم تعد معظم الأحزاب السياسية الرئيسة، كقريبتها الأحزاب الغربية، ملتزمة ببرامج أيديولوجية، بل أصبحت معتمدة على المحسوبيات والعلاقات الشخصية، الزبائنية، وعلى أتباع خاملين عديمي الحركة والنشاط.
«المبارزة» بحث شامل يفحص فيه كاتبه المشهد السياسي وتحوله خلال ستين سنة من عمر باكستان. ويعري الحقائق الأساسية والاستراتيجية للبلاد. ويعرض تاريخاً محكماً ودقيقاً يمكن قراءته بثقة ومتعة.
يركز فيه الكاتب على المبارزة الطويلة بين النخبة السياسية العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة. وبين مواطني البلاد حيث شكلت حاجات الولايات المتحدة الأمريكية السياسة الباكستانية الداخلية والخارجية لعقود.
مع الاحتلال الأمريكي لأفغانستان أخذ النزاع شكلاً مباشراً. تلقي الطائرات الأمريكية القنابل على البيوت داخل باكستان متذرعة بخطر الجهاديين الإرهابيين على البلاد ليكون ذلك حجة لاحتلال أمريكي جزئي.
منذ الانفصال عن الهند عام 1947، وتأسيس دولة باكستان، كان لدينا بناء متناقض:
أعراق، ثقافات، لغات مختلفة. وهذا لم يدم طويلاً، فقد حصل التقسيم في عام 1971 وانفصل شرقي باكستان «يفصلها عن غرب باكستان 1600 من الأراضي الهندية» ليصبح بنغلاديش.
ابتليت البلاد ببيروقراطيين، ضباطاً، وسياسيين فاسدين، وبحكومة عفنة حتى الصميم، بمافيا محمية، ومكاسب منتفخة من صناعة الهيروين وتجارة السلاح. ضف إلى ذلك نفاق الأحزاب الإسلامية واستغلاله للدين.
«المبارزة» قراءة مهمة وأساسية لتاريخ مثير لمن يرفض الرواية الزائفة التي يكررها صناع السياسة في واشنطن.
تصدر «المبارزة» قريباً عن دار الطليعة الجديدة، تأليف طارق علي، وترجمة حسين علي في 335 صفحة من القطع المتوسط.