مؤسسة السـينمـا.. خمسون عاماً من الإبداع
إياس قوشحة إياس قوشحة

مؤسسة السـينمـا.. خمسون عاماً من الإبداع

بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشاء المؤسسة العامة للسينما، وبعد تراكم الكثير من الأعمال والخبرات، لابد من وقفة تحليلية نستطلع من خلالها بدايات العمل ومآلاته وسبر مدى تحقق الأهداف التي كانت رسمت من المعنيين على الحياة السينمائية في إدارات المؤسسة المتعاقبة.

وفي نظرة عامة على عدد من مفاصل نشاط وعمل المؤسسة خلال الخمسين عاماً الماضية من خلال كتابات عدد من العاملين أو المطلعين على أعمالها، بما حققته من نجاحات وبما تعثرت به من خطوات، نجد أنه من الطبيعي ألا يكون الشرح كافيا ويفي بحقها، ولكن لابد من لمحة سريعة ووافية في الوقت نفسه للتعريف بتلك المؤسسة وكل ما قدمته من دعم للسينما السوريه والفن والسينما.

ساهمت المؤسسة العامة للسينما خلال خمسين عاماً في كثير من الأعمال السينمائية التي كانت دعماً مهماً ومميزاً للسينما السورية والعربية.

أما تاريخيا فقد عرفت سورية السينما منذ العام 1908، في عروض سينمائية لرحالة أتراك في مدينة حلب، ثم كانت البداية المغامرة في ثلاثينيات القرن العشرين، ولكن المؤكد أن سورية لم تعرف الحياة السينمائية المنظمة إلا بدءاً من وجود المؤسسة العامة للسينما عام 1963، قبلها كانت ولادة المؤسسة حلماً ينتظره المبدعون السوريون، وحاجة ملحة تخدم الحياة السينمائية في سورية.

المؤسسة سعت دائماً إلى بناء طيف إبداعي عربي لذلك استقبلت إبداعات فنانين عرب من مصر وفلسطين ولبنان والعراق وغيرهم، وهذا ما جعل لها قيمة على مستوى العالم العربي كله. وفي حديثنا عن المبدعين العرب داخل المؤسسة فإننا نشير بوضوح إلى سلسلة الفن السابع وهي مجموعة من الكتب التي تنشر الكثير عن علم وفن السينما سواء كان مؤلفاً أو مترجماً وتعد هذه السلسلة متفردة في العالم العربي في تخصص السينما، ويحرص كبار العاملين والمهتمين بالسينما بأن يحظى كل واحدٍ منهم بهذه السلسلة لتضاف إلى مكتباتهم الشخصية. وقد نشرت المؤسسة ضمن هذه السلسلة منذ انطلاقتها أواخر العام 1991 وحتى اليوم 235 كتاباً مؤلفاً أو مترجما، كما أصدرت مجلة دورية فصلية باسم الحياة السينمائية وما زالت مستمرة حتى الآن، ويحتفي عددها الحالي بهذا الملف عن العيد الذهبي للمؤسسة، وإلى جانب هذه المجلة الرائدة أصدرت المؤسسة مجلة سينمائية الكترونية باسم آفاق سينمائية بدءاً من منتصف العام 2011.

في إطار المهرجانات السينمائية وأمام فقر العالم العربي قديماً بالمهرجانات السينمائية المتخصصة، تصدت وبالتنسيق مع العديد من المهرجانات العربية لإيجاد مهرجان دمشق السينمائي، الذي بدأ في العام 1979 وطرح شعاراً أول له (نحو سينما متقّدمة ومتحّررة) وكان متوجهاً إلى دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وحظي في حينه بالكثير من الاهتمام العربي والإقليمي.

ثم كانت القفزة النّوعية له بدءاً من الدورة الثانية عشرة التي شكّلت منعطفاً مهاماً في تاريخه حيث توسّع مجال استقطابه ليكون العالم كلّه وتضم إلى لائحة عروضه أفلاماً من أوروبا واستراليا وأمريكا. هذا المهرجان حقق للسينما السورية الكثير من الوجود الفني والإعلامي في عصرٍ بات يتحدّث بلغة الميديا، فكان المهرجان عنواناً سورياً ثقافياً بامتياز يقدّم فيه كرنفالاً من الفرح والألوان والإبهار الذي يصنعه مبدعون كانوا ضيوفاً عليه في دوراته المتلاحقة. ونجح في وضع اسمه بين أفضل المهرجانات العربية.

 

المصدر: تشرين

آخر تعديل على الخميس, 16 كانون2/يناير 2014 22:06