باي باي يورو نيوز

باي باي يورو نيوز

فجأةً تقرر إدارة محطة «يورو نيوز» التلفزيونية الإخبارية إغلاق الأقسام العربية والفارسية والأوكرانية في القناة، وسيتم إغلاق هذه الأقسام في شهر نيسان 2017. 

حسب إدارة المحطة فإن السبب في إغلاق هذه الأقسام هو النقص في التمويل، ويبدو للوهلة الأولى أن القرار يأتي ضمن خطط التقشف الليبيرالية الجديدة، التي تسود في الاتحاد الأوروبي، ولا شك في أن هذا أحد الأسباب. فقد عانت القناة الأوروبية من تداعيات وتأثيرات الأزمة الخانقة لمنطقة اليورو، وخطط شد الحزام عليها وأغلقت القسم البولوني، وقلصت القسم البرتغالي عام 2011 وسرحت العديد من الموظفين. 

كشف الإضراب الذي حدث في القسم الأوكراني في كانون الأول 2016 عن سبب آخر بالإضافة إلى التقشف الليبيرالي، حيث أن إغلاق القسم الأوكراني والأقسام العربية والفارسية، يجري على خلفية إصلاح هيكلية «يورونيوز»، وتوسيع الأقسام الإنكليزية والفرنسية والروسية في المحطة.

يرتبط إغلاق الأقسام الأوكرانية والعربية والفارسية بهزيمة إعلامية لخطاب الاتحاد الأوروبي، المتعلق بالأزمة الأوكرانية والأزمات العربية، والملف النووي الإيراني، بينما يرتبط توسيع الأقسام الانكليزية والفرنسية والروسية في المحطة بالقرار الذي تبناه  البرلمان الأوروبي في تشرين الثاني 2016 بشأن مواجهة وسائل الإعلام الروسية، واصفاً قناة «RT» ووكالة «سبوتنيك» بأنهما الأكثر خطورة على أوروبا. 

وحسب وكالة تاس موقع «EU Observer» فإن مجموعة العمل في الاتحاد الأوروبي للتصدي للإعلام الروسي ستحصل على مليون يورو إضافي، كما ستحصل قناة يورو نيوز على دعم مالي إضافي.

قناة «الحرة» الأمريكية 

قناة فضائية مقرها في الولايات المتحدة الأميركية، ويمولها الكونغرس الأميركي، بدأت بثها عام 2004 وتصل إلى 22 بلد عبر الشرق الأوسط، هذا وكانت تعتبر «الحرة» أكبر مشروع إعلامي – سياسي- غربي موجه إلى العرب منذ إطلاق القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عام 1934.

ومثل أشكال الدعاية الإعلامية والدبلوماسية الأمريكية كلها، فإن القناة ممنوعة من البث في داخل الولايات المتحدة نفسها بسبب قانون سميث موندت عام 1948 بشأن بث الدعاية الدبلوماسية.

كان هدف القناة بث الدعاية الإعلامية الأمريكية في العالم العربي بعد حرب العراق، وبشكل خاص بث فكرة التدخل الخارجي إلى العالم العربي، درس باراك أوباما إغلاق القناة عدة مرات منذ العام 2011. وحالياً لم تعد تستطيع هذه القناة ممارسة الدور الذي بدأته وبث الدعاية الإعلامية التي سادت بعد حرب العراق، مخليةً هذه الساحة لزميل آخر مأزوم ومهزوم مثله، هو إعلام البترودولار الخليجي. 

إعلام البترودولار الخليجي

شمل الإغلاق في العام الماضي عدداً من ملاحق «العربي الجديد» ومجلات أخرى تابعة لـ «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» وتخفيضات في أجور المستكتبين.

هذه المجلات والمواقع الإلكترونية الممولة قطرياً، ويديرها عزمي بشارة من مركزها في الدوحة، ومناطق أخرى، قد لعبت دوراً خلال السنوات الماضية بإنتاج لغة إعلامية، حاولت الهيمنة في العالم العربي، ولكن سرعة الأحداث التي تسير حسب ما لا يشتهون قد أصابهم بهزيمة إعلامية، فلم يعد من المجدي تمويل إعلام ولغة إعلامية باتت مهزومة وتزكم الأنوف بخطابها.

ترامب والإعلام الأمريكي

على خلفية الصدام الجاري بين الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة ووسائل الإعلام الأمريكية، وبشكل خاص محطة الـ CNN، نقلت «سبوتنيك كردستان» ما كتبه دونالد ترامب على صفحته على التويتر: أن المحطة تتجه نحو الهزيمة وستبدأ بفقدان مصداقيتها قريباً بسبب بث الأخبار الكاذبة، وذلك بعد الاجتماع الذي جمعه مع مراسلي المحطة. 

خطابان إعلاميان يتصادمان في الولايات المتحدة بشأن ترامب، قد يقول قائل، أن ذلك جزء من حرية التعبير والديمقراطية الأمريكية! في الحقيقة الصورة أعمق من ذلك، فالإعلام السائد في الولايات المتحدة كان يتكلم بلغة إعلامية وخطاب إعلامي واحد، في ظل وجود انقسام سياسي عمودي داخل الإدارة الأمريكية، ويبدو أن موازين القوى الدولية قد أصابت الإعلام الأمريكي بهزيمة، أدت إلى وضوح الانقسام الإعلامي أثناء وبعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بعد أن كان الانقسام السياسي قد سبق الإعلام وفعل فعله بشكل مستتر. 

لا شك أن النيوليبرالية التي وصلت إلى طريق مسدود اقتصادياً، ودخلت في الطور السياسي للازمة، من الطبيعي أن نجد هذا التخبط في أدواتها وأذرعها الإعلامية، وهي تصبح عاجزة عن ممارسة دورها الإعلامي والدعائي بالطريقة السابقة.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
793