وظيفة الفنان نقل الأحاسيس..

عنوانه «بيلدكس 2002» قاعات مزدحمة بالمنتوجات، كثيرة العناوين والأسماء المشاركة بعدد رجال أعمالها. ولكن، على ما يبدو، لكل ظاهرة، ما يناقضها، فأمام هذه الديكورات والبراويز يجد بالمقابل مجموعة من الشباب في إحدى زوايا المعرض … الهواء الطلق كل واحد منهم عرض عدة لوحات من أعماله، لوحات نحتت بأصابع سحرية تجعل كل مار يتلهف إلى مشاهدتها راجعين بالذاكرة إلى الأساطير القديمة إلى سمفونيات ملائكة الشرق إلى الحياة في بلاد ما بين النهرين إلى التعريف بالظلم اليومي والاضطهاد إلى الحرية الإلهية عند البشر.

إنهم الفنانون نزار بلال وصالح نمر ونادر بشارة وهادي عبيد الذي مازال طالباً وجميعهم خريجو المعهد العالي للفنون التطبيقية الذي خرّج فنانين وأسماء كباراً في عالم الفن محققاً بذلك مقولة الفن هو الفن أينما وجد.
عندما توجهنا إليهم للحديث معهم، وسبب وجودهم هنا في هذه الزحمة الاقتصادية، كل واحد منهم أراد من الآخر التكلم باسمهم فكان اللقاء التالي مع الفنان نادر بشارة الذي تحدث عن هذه الظاهرة الملفتة للنظر، ضمن مهرجان تجاري واقتصادي لرجال الأعمال.

■ ماذا تفعلون هنا؟
■ ■ فأجاب: نحن هنا بالأساس ضيوف على المعرض وبدعوة منهم للمعهد العالي للفنون التطبيقية وبالاتفاق مع مدير المعهد تم اختيار لوحاتنا للمشاركة في المعرض،وحقيقة إنها تجربة مميزة ويمكن أن تستمر في السنين القادمة لأنهم بحثوا معنا هذا الموضوع نظراً للحضور الجماهيري الكبير في ملتقانا الفني.

■ التجربة غريبة بعض الشيء عن أجواء الفنانين ومعارضهم، فهل توصلتم للمغزى من قيام المعرض؟
■ ■ حقاً إنها تجربة غريبة ولكن يبقى للفنان وظيفته نقل الأحاسيس بما فيه أحاسيسه إلى الناس وهناك تذوق عال للوحات المعروضة فالناس هنا مختلفون ومتنوعون.

■ أنت وزملاؤك، يطلب منكم الكثير مستقبلاً لتلعبوا دوركم الصحيح في هذه الحياة فماذا رسمتم؟
■ ■  كما قلت لك وظيفة الفن نقل معاناة الإنسان في الحياة في الواقع إلى شيء ملموس ونحن لدينا مواضيع تجربة كاملة تعبر عن معاناة الناس اليومية اجتماعياً واقتصادياً، فالفن يعتبر رسالة موجهة كما هو في الشعر والموسيقى يلعب دوره كاملاً في أحاسيسنا.

■ أنتم خريجو المعهد العالي للفنون التطبيقية، ما هي العلاقة بينكم وبين نقابة الفنون الجميلة بما فيها صالات العرض؟
■ ■ أنا والزميل صالح نمر فقط أعضاء في نقابة الفنون الجميلة ـ منذ فترة بسيطة جداً، أي لا يوجد شيء ملموس بعد، أما صالات العرض فالمعارض التي تقام فيها هي للناس ذات الاهتمام الفني الخاص أو من الوسط الثقافي أما هنا فالناس قادمون لمشاهدة ما يخصهم وأكثرهم فوجئوا بوجودنا وسط هذا الازدحام، ونحن استفدنا من التجربة كثيراً.

■ هل هذا معرضك الأول؟
■ ■ لا طبعاً، كان لي معرض في هذا العام وتحديداً في 9 شباط في المركز الثقافي العربي بأبي رمانة، بالإضافة إلى معرض مشترك مع عدد من الفنانين في المركز الثقافي العربي بالمزة في أعوام «97 ـ 98 ـ 99 ـ 2002» والآن هناك نية ومشاورات أنا وزملائي الثلاثة لإقامة معرض مشترك في الفترة القادمة.

■ أخيراً حول دور الفنانين في التأكيد على مقاطعة البضائع الأمريكية.
■ ■ كان الرد من الفنان نزار بلال فقال: نحن هنا  حالة إنسانية ليس فيها أي فائدة مادية أو ما شابهها. لوحاتنا ذات قيم جمالية وإنسانية عبرنا فيها عن تناقضات حضارة الشرق مع حضارة الغرب المعروضة….. في أجنحة المعرض وهذه أكبر رسالة مؤكدين مقاطعتنا لجميع هذه البضائع ومسبقاً ومحاربتها عملاً وقولاً والتزامنا بهذه الحالة التي ظهرت جلياً في الشارع السوري، وعلى فكرة وجودنا في أجواء كهذه فتحنا المجال لطرح موضوع موضوع النحت ومدى السماح له كدولة إسلامية فأغلب لوحاتنا تلعب فيها المرأة دوراً بارزاً من خلال المادة الحقيقية بعيداً عن مفهوم الفن….بعيدا عن المفاهيم الاستهلاكية لهذا فنعطيها ديمومتها.
■ ■ شكراً للفنانين الأربعة، شكراً لتواضعهم الذي أثبتوا فيه إبداعهم وإنسانيتهم وتأملهم مفتخرين بجذورهم العميقة وبحضارتهم وسط كل ما يقال  وكل إشارة استفهام.

معلومات إضافية

العدد رقم:
176