إصدارات: مانيفست الهذيانات

بعد الكثير من المشاريع الورقية المؤجلة، ظهرت إلى النور الرواية الأولى للكاتبة رجاء الطايع، وهو نص يقارب في بعض نواحيه الرواية من حيث نوع السرد الذي توضع فيه النص، ومن جهة كيفية توضيع الأحداث وجهة رؤية الراوي الذاتية والمغرقة في الأنا، الأنا التي تحكم السرد من الأول وحتى النهاية، الأمر الذي يجعل رؤية الأمكنة وحيوات الشخوص في هذا النص متقاربة جميعاً، وقد أدمج هذا السرد بمقاطع تقترب من الشعر،فجاءت مكملة لما تريد الطايع توصيفه في هذا النص..

كما أنه لا يمكن أن نرى في هذه الرواية شكلاً فنياً كلاسيكياً بل نوعاً من التجريب الفني الذي يعتمد على المزاوجة والخلط بين الأنواع، والانفتاح على حالة نصية أشمل من أن تتأطر في قالب معين

تتناول الطايع أمكنة وحيوات شخصيات معروفة ومتواجدة في الوسط الثقافي جيداً مما أدى لأن تشد هذه الرواية الكثير من الأشخاص ليدخلوا  في تجارب لاكتشاف الشخصيات، وتضفي متعة خاصة خلال القراءة، الشخصيات  التي لم تطلق عليها تسميات صريحة، بل كانت توصف وصفاً دقيقاً، مستغلة معجماً من المفردات، وتاريخاً من القراءة في داخل النص، إن الشهادة التي تقدمها الطايع في هذا النص ليست محاولة لكتابة سيرية بالمعنى الحرفي للكلمة بل هي محاولة لرصد تحركات الشخصية  بالمكان والزمان فترسم هذه التحركات والأمكنة تحولات الشخصية والواقع الذي أدى إلى تحولها، فهناك حالة من التكامل بين أسلوبية الكتابة والموضوع المطروح وعنوان الرواية «مانيفست الهذيانات».

 

تترك الكاتبة مسافات وثغرات كثيرة في سردها الروائي الأمر الذي يجعل القارئ يملأ في مخيلته هذه الثغرات التي قد تبدو في بعض مفاصلها غير مبررة وخارجة عن إطار النص، إلاّ أن النص يرسم واقعاً حقيقياً تتداخل فيه الأزمنة والأمكنة لترسم صورة ذاتية لمجتمع يخضع لمتغيرات عميقة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
182