دردشات... من في ظهره شوكة تنخزه

قال أحد أفراد الشلة مفتتحاً باب النقاش:

● لكل عهد ونظام، آلته وأجهزته الإعلامية، وكوادره الثقافية من الصحفيين والكتاب والمفكرين، ولايخلو الأمر حتى من بعض رجال الدين أيضاً، يشكلون الجزء الأكبر من البنية الفوقية للمجتمع، والذي ينحصر عملهم في تجميل سياسة الحكم، وتبرير قراراته، والدفاع عنها ضد كل معارض لها أو منتقد لها.

تدخل آخر:

●● إذا كان النقاش في النظم الديمقراطية، وقوة الحجة والمنطق هي الميزان الذي له كلمة القول والفصل في تقييم قرار ماهو موضوع خلاف، ويمكن له أن يؤدي إلى التراجع عنه، أو تعديله، ففي النظم الشمولية، يتحول ميزان قوة الحجة والمنطق إلى منطق القوة،وتصبح سياسة الدولة المتبعة وسائر خطواتها آيات منزلة لا نقاش فيها ولاراد عنها، تطبل وتزمر لها كافة وسائل الإعلام وكوادرها والمنظرون لها. اعترض أحدهم:

■  أعتقد أن الكتاب والمفكرين والصحفيين، و…، وهم النخبة التي تشكل ضمير الشعب، وعينه الساهرة، وهم الحاملون رسالة إصلاح المجتمع، والمدافعون عن شرف الفكر النير، ونقاء الكلمة، من أجل فرض الحق والعدل، وسيادة القانون، ولاأظن أنهم يتحولون إلى سلع تباع وتشترى، وتعار لمن يدفع أكثر، أو يرضخون للاضطهاد والقهر.

علق أحدهم:

● هذا صحيح جداً، إذا تمسكوا بمبادئ العدالة، والقيم الإنسانية الفاضلة وفضلوا مصالح الشعب والوطن على مآثرهم ومصالحهم الشخصية.

عقب آخر:

●● أنا (…) قناعتي الكلية مع هذا الرأي، وإلا كيف يمكن تفسير وجود مفكرين وأدباء وصحفيين و …إلخ إلى جانب النظم الشمولية، التي تضطهد شعوبها وتنهب خيراتها وهم يدافعون بضراوة عن سياستها القمعية، ويسكتون عن الفساد المستشري في مفاصل اجهزتها وإداراتها. احتد أحدهم:

■  هذا يدخل في إطار التعهر والدعارة بالمبادئ والأخلاق والقيم الفاضلة، وهو أشد خطراً على المجتمع، من تعهر الجسد… وضح أ حدهم:

● إن إغراء، بل شراء هؤلاء بالمناصب والمكاسب يجعلهم جزءاً ملتحماً بالنظام، ترتبط مصالحهم بمصيره والدفاع عنه.

عقب أحدهم:

●● هذا زبدة الكلام. قبل أكثر من عام، سمعت إحدى …. الاجتماعيات ترد على محاورتها في الفضائية اللبنانية قائلة:

-  إن المرأة التي تبيع جسدها، يدعونها عاهرة، وهذا ينطبق على الرجل أيضاً، سألتها مقدمة البرنامج بتعجب:

- كيف يكون ذلك؟+!. أجابت الدكتورة:

- إن الرجل الذي يبيع عقله وضميره، أي يسخر قلمه وفكره وفنه في تبييض صفحة حكم وحكام جائرين، هو أيضاً رجل عاهر، تساءل أحدهم:

■  لو جرى تعميم هذه القاعدة على رجال الفكر والأدب والصحافة و.. في البلدان النامية، ترى كم تبقى نسبة هؤلاء الذين يبقون فوق هذا الغربال، ولاتطالهم هذه الصفة؟!

ضحك أحدهم مقهقهاً وقال:

● ليتلمس كل واحد من هؤلاء طاقيته.. فمن في ظهره شوكة تنخزه.

■  عبدي يوسف عابد

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

آخر تعديل على السبت, 26 تشرين2/نوفمبر 2016 21:35