«قاسيون» تلتقي الروائية ليلى العثمان ثقافتنا باقية... ولينبش العسس القبور... الثقافة.. في مواجهة المهرولين والظلاميين

الكاتبة والأديبة ليلى العثمان، اسم غني عن التعريف، والذي لم يعرفها استطاع معرفتها من خلال الأزمة الأخيرة التي مرت بها والمتمثلة بدعوى الحسبة التي رفعها عليها الظلاميون، ضمن سلسلة التنكيل بالكتاب والأدباء والفنانين التي سادت المنطقة العربية في الآونة الأخيرة... وعلى هامش أسبوع المدى الثقافي كان لقاسيون هذا الحوار القصير مع الأديبة ليلى العثمان:

الظلاميون.. ودعاوى الحسبة

* دعاوى الحسبة التي رفعها الظلاميون، طالت العديد من الأدباء والمثقفين في المنطقة العربية ولم تكن ليلى العثمان الأولى، ولن تكون الأخيرة، ماذا يمكن أن تحدثينا عن هذا الموضوع.

 –– برأيي أن ما حدث ليس وليد اليوم أو البارحة فمنذ بداية التاريخ، الأدباء والمثقفون ملاحقون، لكن نحن (أي جيلنا) استطعنا أن نجتاز مرحلة من مراحل الحريات في الكتابة وخاصة في فترة الستينات، فترة المد القومي، لكن هذه الموجة انحسرت وطغت الموجة الأصولية، وإلى الآن تحاول أن تقوم بدور العسس القديم وملاحقة الثقافة العربية بعمومها وتحريم الفنون بكل أشكالها.

ونحن كدول «عالم ثالث»، إذا لم نواجه العالم بثقافتنا وتراثنا وعلومنا سنندثر لأننا سياسياً، منهزمون، لم نحقق أي انتصار لبلداننا حتى الآن، وكما ترين فالهرولة إلى التطبيع مستمرة، ولذلك على الصعيد الثقافي، يجب علينا أن نحقق شيئاً، وبرأيي الثقافة أقدر على توصيل الصوت من السياسة والسياسي بحاجة للثقافي، ولكن الثقافي ليس بحاجة للسياسي.

مواجهة التحديات القادمة

نحن لا نخشى على كتابنا الكبار ممن قطعوا مراحل وثبتوا أقدامهم وأصبحت لهم مبادئهم الراسخة، نحن نخشى على أجيال تبدأ الآن، فهؤلاء سيشعرون بالإحباط أو الخوف أو التراجع وبذلك نفقد جيلاً يتأسس تأسيساً حراً وتأسيساً حقيقياً لمواجهة التحديات القادمة، نتمنى أن تنتهي هذه الأزمة وبمصر بالذات لأن مصر شئنا أم أبينا هي الأم وعندما يكون هناك مثال خاطئ الكل يقتدي به، لدينا الكثير من المثقفين والمبدعين ولدينا الكثير من المواهب، عندنا ثقافة.. والعلم وصل لدينا إلى مراحل جيدة ولذلك لا نريد لهذه الهجمات الظلامية أن تغير الثقافة أو الفنون، ونتمنى فعلاً أن تزول هذه الأزمة وأن لا يتكرر ما حدث معي ومع الكثير من أدبائنا ومفكرينا.

الإبداع.. والرقيب!!

* بعد نحاجك في الخروج من الأزمة... ما هي مشاريعك القادمة.. وهل استطاعوا أن يخلقوا في أعماقك رقيباً داخلياً على أعمالك الإبداعية؟!

– أول شيء فعلته في نهاية يوم المحاكمة، يوم إصدار الحكم هو الدفع بروايتي «المحاكمة» للناس، هذه الرواية بدأت بها منذ أول يوم للأزمة، منذ اللحظة التي حكموا عليَّ فيها بالسجن، وإلى أن انتهت المحاكمة، وروايتي هذه أهديتها إلى الظلاميين الأربعة الذين رفعوا عليَّ القضية، ليس تحدياً، إنما تعبير عن شكري لهم لأنهم ساهموا في أن أكتب...

والآن لدي رواية أعمل عليها، تعطلت لفترة بسبب الأزمة وموضوعها يسلط الضوء على ما يحدث في المنطقة العربية من حروب وصراعات صغيرة بين الأديان وبين المذاهب، الموضوع شائك طبعاً وقد يسبب لي مشكلة أيضاً لكنني مقدمة عليه، سأكتبه دون أن يكون هناك أي رقيب داخلي أو خارجي.

 

 * أجرت اللقاء: نوار موسى