هشام الباكير هشام الباكير

من التراث القرابين البشرية (الجعد..صدام)

لطالما عاشت البشرية حلم إرضاء الآلهة وظلت آلاف السنين تقدم أبناءها قرابين بشرية على مذبح هذه الآلهة أو تلك. ومع مرور الوقت بدأت تحتفل بهذا اليوم، تبتهج فيه لأن الآلهة قبلت أضحيتهم، فصار عيداً سنوياً، يتكرر فيه مشهد القتل ومشهد الفرح، ثم شاءت الإرادة الإلهية أن تنقذنا من الذبح واستبدلت بدلاً عنا الخراف والأبقار والإبل..

حدثت هذه الانعطافة التاريخية في قصة النبي إبراهيم عندما همّ بذبح ابنه اسماعيل رضوخاً منه لمشيئة الله الذي أراد اختبار ولائه ومدى طاعته لأوامره،هنا وفي اللحظة الحاسمة تدخلت الإرادة السماوية بإرسال كبش سمين ليذبحه ابراهيم بديلا عن ابنه، لكن أبناء البشر بقيت لديهم الرغبة في النحر والاحتفال معاً، ولتحقيق مصالح سياسية معينة، كان من الممكن العودة إلى نحر البشر من جديد، متجاهلين الاستبدال الذي حدث، فهذا هو القرن الأول للهجرة يطل علينا بدولة أموية إمبراطورية، حاولت استبدال (الديمقراطية البدوية) بدولة تحكمها عائلة مالكة، ولأجل تثبيت حكمها وتدجين الناس، هذا هو حاكم العراق (خالد القسري)  وبعد الفراغ من صلاة عيد الأضحى يطالب جموع المؤمنين بأن  يذهبوا الآن إلى بيوتهم ويضحوا بما شاؤؤا من الانعام، أما هو فسيضحي (بالجعد بن درهم) والذي اتهمه بالزندقة والإشراك بالله، اعترض البعض على ما قاله القسري، فقد كانت بعض رواسب الديمقراطية البدوية مازالت موجودة، وقام بعضهم وسأل الجعد عن صدق إدعاء القسري،وهل صحيح أنه يعتقد بوجود إلهين!!؟
وافق الجعد على التهمة مؤكداً قوله السابق (بأن إله معاوية هو غير إله أبو ذر)   بمعنى إله للأغنياء وآخر للفقراء!
وافق غالبية المسلمين على الحكم بقتله فيما رفض البعض، وكانت النتيجة أن ذبح الجعد في المسجد في أول أيام العيد قرباناً بشرياً إرضاءً لله!!
منذ أيام، وبعد حادثة نحر الجعد بألف وثلاثمائة عام، أطل علينا حاكم العراق الجديد «بوش»، ليقدم الرئيس السابق صدام حسين قرباناً بشرياً في أول أيام العيد، بتوقيت مدروس ومتفق عليه!!
وبغض النظر عن اختلاف الآراء حول صدام وهل كانت محاكمته سياسية أم قانونية؟؟ كما اختلف في السابق أيام مقتل الجعد، يأتي السؤال الآن: عندما جاء الدين المسيحي حاول إلغاء القرابين المقدسة واستبدلها بالقربان الأكبر وهو (يسوع الناصري) وبالفهم المسيحي تحررت البشرية، من واجبها تجاه الله بتقديم الأضاحي لأن يسوع ضحى بجسده ليحرر العالم، (هكذا أحب الله العالم فبذل ابنه الوحيد، ليخلص كل من آمن به)- الإنجيل –
هل ستشهد البشرية ذاك اليوم الذي يعلق فيه الرئيس الأميركي جورج بوش، ويكون عيداً لكل الأديان وتبتهج البشرية جمعاء، بهذا القربان الشيطاني.