«عسل المرايا»

«عسل المرايا»

صدرت حديثاً رواية «عسل المرايا» للكاتب والإعلامي الفلسطيني «نافذ أبو حسنة»، وهي روايته الثانية بعد  «مقام البكاء» الصادرة عام 2000.  تبدأ وقائعها بسقوط بغداد عام 2003، وتروي وقائع سنوات صعبة موزعة بين ثلاث مدن هي بغداد وبيروت وغزة بانكساراتها وانتصاراتها.

في القراءة الهامة للرواية، التي أجراها الناقد الأدبي الأستاذ علي العزيز في صحيفة النهار اللبنانية الصادرة في 21 تموز 2015 يشير إلى بعض سمات الرواية «أنها رواية المدن بامتياز، وحكاية الحواضر العربية التي تضج بالكثير من التاريخ، وتنوء بأعباء الكثير من الجغرافيا. هي رواية المرأة أيضاً، حيث تتماهى النساء في زمن الخيبة مع الأمكنة حتى تكاد واحدتهن تصير وطناً كامل المواصفات يستعاض بها عنه، ويكون الانتساب لها بديلاً من الانتماء إليه»، مضيفاً  «في الرواية اختصار مكثف للحوادث تقابله استفاضة في تحليل دلالاتها. قبلة الأنثى تستغرق جزءاً من الثانية، في حين التداعيات المتأتية منها يلزمها الكثير من الصفحات. تحتدم الحوادث في العالم بصورة تستعصي على التفسير، حتى من جانب أولئك الذين يقدّمون أنفسهم بوصفهم كاشفي الحجب الاستراتيجية، ثم تحضر امرأة من زاوية قصية فتعيد ترتيب العالم، بل تتحول بديلاً منه». 

تبدي «عسل المرايا» مرونة فائقة في السرد. ثمة تفاصيل شتى تجد مكانها في سياق النص المشغول بحرفية مثيرة للدهشة، حيث تتواقع الحوادث السياسية الجسام مع اللحظات العاطفية المشحونة، فلا تعود الرواية محتاجة إلى مقدمة وحبكة وحل سحري، لأن في وسع اليوميات أن تمتلك الإثارة التي تغني عن البنية التقليدية. هناك دائماً شيء من التواطؤ المضمر بين العمل الروائي المميز والتفاصيل المعيشية التي تنطوي على قدرة فائقة من الإدهاش».

 الرواية من إصدار منشورات ضفاف (لبنان) ودار الأمان (الرباط).

آخر تعديل على الإثنين, 03 آب/أغسطس 2015 19:32