ريش سليم بركات يتناثر في الفرنسية

ريش سليم بركات يتناثر في الفرنسية

تُرجمت رواية الكاتب السوري سليم بركات «الريش» إلى اللغة الفرنسية بتوقيع المترجم إيمانويل فارلي، وصدرت حديثاً عن دار نشر «أكت سود».

«الريش» رواية متعددة الأدراج والأبعاد إذا، يتوه القارئ أحيانا بين طبقاتها السردية المختلفة ويشعر بتغرّبٍ كبير داخل فضاءاتها الاستيهامية تارة والواقعية تارة أخرى، وذلك رغم معالجتها مواضيع بسيطة وواضحة كالحرية والموت والعلاقات الأخوية وتأثير التاريخ الجماعي على حياة الفرد، إلى جانب القضية الكردية المركزية فيها. وللاستمتاع بقراءتها، لا بد من التخلي عن فكرة الترابط المنطقي لعناصرها السردية ومن الاستسلام كليا للنفَس الشعري الذي يعبرها ويلفّ جميع أحداثها بهالة سحرية فريدة.

ويسرد بركات في هذه الرواية قصة الشاب الكردي السوري «مم آزاد» الذي أرسله أبوه إلى قبرص لمقابلة شخصية غامضة وأسطورية تُعرف بـ«الرجل الكبير» وتبقى متوارية حتى نهاية النص.

وبعد ستة أعوام من الانتظار اليومي بعيدا عن داره وأهله، يفشل مم آزاد في أداء مهمته، فيقرر، تحت وقع خيبته وعبثية حضوره في نيقوسيا، وضع حد لحياته. لكن حين يفتح حقيبته لنشر محتوياتها على السرير وتجنيب مَن سيعثر على جثته مهمة التفتيش للتعرّف على هويته، ترتفع من الحقيبة ريشة رمادية في الهواء تبدّد رغبته في الانتحار، فتتداعى أمام عينيه ذكريات حياته في مدينة القامشلي السورية ومعها طُرف مثيرة حول عائلته وأساطير كردية كان والده يقصّها عليه.

وفي القسم الثاني من الرواية، نغوص في ماضي مم آزاد فنتعرّف على حياة أهله في ظل نظام أنكر للأكراد هويتهم وحقوقهم الأساسية، وعلى والده الذي كان يقيم بانتظام سهرات ليلية في باحة منزله ويحدّث ابنه باستمرار عن الثورات الكردية المجهَضة وأبطالها، وعلى أخيه التوأم دينو، الذي يبقى في سورية ولا يُشبه مم آزاد إلا في الشكل، ومع ذلك يتداخل قدرهما بشكل يبلبل القارئ.