زهورية عشتار
د. عروب المصري د. عروب المصري

زهورية عشتار

مايزال عيد الزهورية، الآخذ بالاندثار للأسف، تعبيراً عن احتفالات الخصب التي طالما احتفل بها السوريون القدماء في ربيعهم السنوي. وإذ تلبس الفتيات أجمل الفساتين الموشاة بالأزهار تيمناً بإلهة الخصب الأساسية في أوغاريت عشتروت فما زلنا نمجدها في أغانينا الشعبية وننادي أم الزلف.

 

 الزهورية هو طقس اجتماعي سنوي يكون في آخر يوم خميس من شهر نيسان، ويكون أيضاً في الرابع من «نيسان شرقي» أي في السابع عشر من نيسان على التقويم الغربي، حيث يودع الناس فصل الشتاء ببرده ويتمتعون بالربيع الدافئ باحتفالهم به في كل عام عندما تعود الحياة والجمال إلى الطبيعة، فيلتقي أبناء الريف في هذا اليوم في مكان معين يتسم بالجمال والاتساع، وعادة يكون في إحدى الغابات المعروفة بجمالها وبهائها أو في إحدى الفسحات الكبيرة أو على البيادر.

 

وقد كانوا يأتون إليها سيراً على الأقدام من القرى المجاورة، ويمارسون في هذا اليوم مختلف الأنشطة التجارية والمعايدة والدبكة والرقص الشعبي والعشق، وكثيراً ما يتعرف الشباب على فتيات القرى المجاورة، فتكون «الزهورية» موسماً من مواسم الحب والزواج، وكانت فرصة للصغار للتمتع بهذا اليوم وشراء ما يرغبون به من الحلويات والثياب وركوب الأراجيح ومشاهدة صندوق الدنيا وشراء البالونات وأبو رياح وهي مروحة هوائية صغيرة معلقة بعصا يحملها الطفل ويفرح بدورانها وهو يركض.

 

تحتفل بهذا العيد دول مثل «مصر» ويطلقون عليه اسم «شم النسيم»، و«ايران»  والأكراد ويسمى عيد «النوروز» وهو عيد الفصح كذلك، والجميع يفضلون الاحتفال به في أحضان الطبيعة حيث كان يتم هذا الاحتفال بمنطقتنا الشمالية من «الساحل السوري» في قرية «كرسانا» في بقعة تقع جنوب شرق القرية.