التدخل الخارجي.. أليس المخفي أعظم دائماً!
لم تبق قوة دولية وإقليمية لم تحاول التسلل من تصدعات الأزمة السورية، لتسجيل دور ومكان في الميدان السوري...
لم تبق قوة دولية وإقليمية لم تحاول التسلل من تصدعات الأزمة السورية، لتسجيل دور ومكان في الميدان السوري...
تفيد التقارير الإعلامية، بإعلان كل القوى الدولية والاقليمية حضور لقاء استانا المزمع انعقاده يوم غد في العاصمة الكازاخية استانا، فبالإضافة إلى الدول الضامنة للهدنة في سورية، وهي روسيا وتركيا وإيران، سيشارك في مفاوضات أستانا ستيفان دي ميستورا الممثل الأممي إلى سوريا، ونواف وصفي التل مستشار وزير الخارجية الأردني، وستيوارت جونز مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط. ووفد كل من النظام والجماعات المسلحة،
ثلاثة أحداث بدت أنها علامات فارقة، في استعادة دور واشنطن: تصعيد في الأزمة السورية « قصف الشعيرات» - تصعيد في شبه الجزيرة الكورية، مؤتمر القمة الامريكي - العربي الاسلامي، ترافق كل حدث من هذه الأحداث مع ضجة إعلامية، عن العودة الأمريكية إلى الميدان ..
دأب بعض كتبة الفكر القومي العربي، منذ عقود على تسمية الكرد السوريين في الشمال السوري، بالمهاجرين، والضيوف، حتى تحولت إلى سياسة رسمية منذ الستينات، من خلال العديد من المشاريع، والقرارات الاستثنائية، ذات الطابع الشوفيني..
يعتبر الاتفاق على جدول أعمال الجلسة اللاحقة من مفاوضات جنيف، إقراراً ملموساً، وتوافقاً من مختلف الأطراف على الضرورات التي يجب أن تبحث، بغض النظر عن المكابرة التي لا تسمح لهذا وذاك بالإفصاح عن ذلك كما هو مطلوب، فالموافقة على جدول الأعمال بالصيغة المعلنة، يعني أن هذا وذاك قد ترك و إلى الأبد شروطه المسبقة.
يعود الحديث مجدداً عن الأولويات التي يجب أن تكون مطروحة على جدول الأعمال في مفاوضات جنيف، وكالعادة يصر النظام على وضع محاربة الإرهاب على رأس جدول الأعمال، دون وضوح الموقف من قضية التغيير، في حين يضع وفد الرياض الانتقال السياسي كمهمة أولى، تخضع لها القضايا الأخرى.. فما الذي ينبغي أن يكون أولاً:
أولاً: قرار عدم المشاركة في هذه الجولة، هو قرار شرطي، سببه هيمنة منصة الرياض على تشكيل وفد المعارضة، لأن هذه المنصة كانت قد نعت هذه الجولة عملياً، حسب مضمون بيانها الصادر في 11 شباط، المتناقض مع القرار2254، بمعنى أوضح، فإن المنصة المهيمنة، مستفيدة من تواطؤ المبعوث الدولي معها، ومع رعاتها، ستشارك في جنيف، بأجندة مخالفة للقرار الدولي الذي يشكل مرجعية الاجتماع نفسه، مما يضع الاجتماع كله أمام احتمالين:
انتهى وقت الثرثرة، والجدل البيزنطي، حول الحسم والإسقاط و الشروط المسبقة والأولويات، التي حاول هذا الطرف أو ذاك فرضها على الآخرين خلال الازمة السورية، وبدأت مرحلة استكمال الإجراءات الملموسة لإنطلاق قطار التفاوض بين النظام والمعارضة،
ما الذي تمخض عنه اجتماع استانا، وهل أضاف شيئاً جديداً، أم كان مجرد اجتماع أمر واقع، ولن يغير في مسار الأحداث شيئاً؟
مع اقتراب موعد لقاء أستانا، احتد الجدل حول وظيفة الاجتماع، ودوره، والقوى التي ستشارك فيه، ولم يخلُ الأمر مجدداً من وضع شروط على انعقاده، والتشكيك بإمكانية نجاحه، وصولاً إلى تبشير غير مسؤول، ومشبوه بفشله.