الجزيرة السورية خسرت ربع مساحة القمح..

يبدأ قريباً موسم حصاد القمح في سورية. في أقصى الشمال الشرقي السوري في الجزيرة السورية، حيث تزرع أوسع مساحات القمح وتنتج أكبر الكميات، يعتبر هذا الوقت من العام هو ذروة النشاط الزراعي، فهل ما يزال الوضع كذلك في موسم القمح السادس خلال الأزمة السورية؟!

 

قاسيون استطلعت معلومات عن موسم العام الحالي من مزارعين في قرى تابعة للقامشلي، والدرباسية، والمالكية، ورأس العين في ريف محافظة الحسكة، ومن مهندسين زراعيين ومتابعين لشؤون القمح في مركز المدينة وحصلت على المعلومات التالية..

سامر سلامة

يسود التخوف لدى المهتمين بالأوضاع الزراعية في الجزيرة، وعموم سورية، وبإنتاج القمح تحديداً، حول مصير الكميات المنتجة..

 

85% من موسم 2015 مجهول المصير!

مساحات زراعة القمح تتراجع، إلا أن تراجعها أقل من حجم التراجع بتسليم هذا القمح إلى مراكز الاستلام الحكومية حيث يتحول إلى طحين وخبز وخزان أمن غذائي للسوريين، فإنتاج الموسم الماضي الذي يقدره الخبراء بالاقتصاد الزراعي في سورية بحوالي 2,9 مليون طن، وصل منه إلى مراكز الاستلام الحكومية 450 ألف طن فقط، حيث تم استلام 285 ألف طن فقط في العام الماضي، فأين ذهبت الكميات المتبقية؟! لقد نشطت السوق في شراء القمح السوري بشكل واسع، وأصبح تهريبه شمالاً وجنوباً أمراً واضحاً. وجزءاً من الكميات أبقاه المزارعون لينتجوا بذار موسمهم اللاحق، وحاجاتهم من الطحين.

مساحة القمح من 40 إلى 25%..

تقدر الأرقام أن مساحات زراعة القمح في عام 2015 بلغت 1,21 مليون هكتار في سورية ككل، وهي أقل من المساحة المزروعة بالقمح في عام 2010، بمقدار 380 ألف هكتار تقريباً، حيث زرعت مساحة تبلغ 1,59 مليون هكتار بالقمح في ذلك العام، لتتراجع مساحات القمح الإجمالية بنسبة 24% تقريباً، بما يعني خسارة ربع المساحة المزروعة بالقمح.

الجزيرة السورية زرعت مساحة 652 ألف هكتار بالقمح في عام 2010، بينما تقدر المساحة المزروعة في هذا العام بحوالي 472 ألف هكتار، بخسارة 28% من المساحة، ومقدار 180 ألف هكتار، وهذا وفق التقديرات الرسمية.

أما التقديرات المحلية لمختصين ولمزارعين من عينات في المناطق، تشير إلى أن المساحة المزروعة بالقمح في الجزيرة كانت تشكل نسبة 40% من المساحات المستثمرة في عام 2010، أي حوالي 631 ألف هكتار، وقد انخفضت إلى 25% فقط من إجمالي المساحة في الموسم الحالي، أي قرابة 394 ألف هكتار فقط، وأقل من التقديرات الرسمية بحوالي 78 ألف هكتار.

وبحسب التقديرات الرسمية، وغير الرسمية، فإن الجزيرة خسرت ما بين 180- 237 ألف هكتار من المساحات التي كانت تزرع بالقمح، والتي أصبحت تزرع بمحاصيل متنوعة أخرى، أو لا تتم زراعتها. مجمل هذه الخسائر، تعود إلى ظروف تراجع الجدوى الفعلية، والعائد الزراعي من زراعة القمح.

النباتات الطبية والعطرية تتوسع..

بحسب الأرقام الرسمية فإن النباتات الطبية والعطرية مثل الكمون، والكزبرة، والحلبة، والحبة السوداء والسمسم، التي تجد سوق شراء لها، كانت تبلغ في الجزيرة السورية حوالي 6000 هكتار فقط، ارتفعت في عام 2015 إلى 63 ألف هكتار، وفي عام 2016 ارتفعت إلى 71 ألف هكتار، حيث أن توسع مساحات زراعة هذه المحاصيل، تتسارع بشكل كبير، على حساب القمح، إذ تضاعفت مساحاتها خلال عامين أكثر من 11 مرة، والسبب الرئيسي يعود إلى حاجة المزارعين إلى رفع عائديتهم الزراعية، مع ارتفاع المستوى العام للأسعار، حيث أنه وفق حسابات قاسيون لتكاليف المعيشة تبين أن محافظة الحسكة هي المحافظة التي تشهد أعلى مستوى أسعار.

فإذا ما زرعت 40 دونم على سبيل المثال بحبة البركة، و40 دونم أخرى بالقمح فإنك تحصل على إيراد يقارب المليون ليرة في العام الماضي من المساحتين، إلا أنك تحصل من حبة البركة على عائد هو ضعف ما تحصل عليه من زراعة القمح..

• حصة القمح من المساحات المستثمرة في الجزيرة: 40% في 2010، تراجعت إلى 25% في عام 2016، حيث خسرت الجزيرة مساحات تتراوح تقديراتها بين 180-237 ألف هكتار.

• مساحات القمح التي خسرتها الجزيرة، تشكل نسبة 47- 72% من مجمل خسارة مساحة القمح في سورية والبالغة 380 ألف هكتار، أي أن الخسارة في زراعة القمح في الجزيرة، تساهم بنسبة كبيرة من خسارة مساحات القمح الإجمالية في سورية.

• حصة الشعير من المساحات المزروعة ارتفعت من 30% من المساحة المستثمرة إلى 35% في عام 2016، حيث زراعة الشعير أقل تكلفة.

• 30% من المساحات المستثمرة في الجزيرة السورية، كانت تترك للراحة، وتزرع بمحاصيل متنوعة منها النباتات الطبية، والحمص والعدس، وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 45% مع ارتفاع حصة النباتات الطبية.

•تضاعفت مساحة النباتات الطبية أكثر من 11 مرة، من 6000 هكتار، وصولاً إلى 71 ألف هكتار، حيث عائدية هذه المحاصيل تبلغ 6 أضعاف التكلفة كما في حبة البركة والحلبة.

 

 

آخر تعديل على السبت, 21 أيار 2016 14:05