حسبة بسيطة لتكلفة أسطوانة الغاز «المسعّرة رسمياً»

حسبة بسيطة لتكلفة أسطوانة الغاز «المسعّرة رسمياً»

حققت أزمة الغاز الرقم القياسي في الانقطاع وارتفاع سعر الأسطوانة نسبة لكل المواد التي تغيب هي الأخرى عن الأسواق. يعاني المواطنون يومياً من المظاهر المذلة أمام مؤسسات الغاز، ففي محافظة السويداء على سبيل المثال، تصل طوابير المواطنين إلى مئات الأمتار للحصول على أسطوانة غاز بعد وقوفهم لساعات - تجاوزت في أكثر من مرة ال12 ساعة - تحت حرارة الشمس وهو على أمل الحصول على أسطوانة. 

وكثيراً ما يضطر الفرد لأن يقف في تلك الطوابير 3 و 4 أيام،وهو مايؤدي إلى ارتفاع  تكلفة الحصول على أسطوانة واحدة، ذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار أن معظم الموجودين في تلك الطوابير هم إما موظفون أو عاملون أو أصحاب أعمال حرة، يعطلون أعمالهم، وإذا أخذنا رقماً تقريبياً للدخل اليومي الذي يأمل الفرد بالحصول عليه وهو المتعارف عليه بـ 400ل.س، نضيف إليها ثمن أسطوانة الغاز النظامي وهو450ل.س، ثم تأتي تكاليف المواصلات الضرورية لنقل أسطوانة الغاز وهو ما يضاعف مرة أخرى التكلفة والمعاناة في داخل المدينة حيث أن المراكز التي تتوافر فيها أسطوانة الغاز تتمركز في وسط المدينة وبالتالي يضطر سكان الأطراف لاستئجار سيارات أجرة لنقل الأسطوانة ومرة أخرى تتراكب الأزمات مع بعضها البعض حيث تتعقد أزمة الغاز مع أزمة تعرفة سيارة الأجرة التي لم تحددها الجهات المسؤولة حتى اليوم رغم أن سعر البنزين ارتفع منذ أكثر من 4 شهور حيث تكلف سيارة الأجرة من أطراف السويداء إلى المركز مالا يقل عن ال70 ل.س  - وهي التكلفة الظالمة لسائق التاكسي والزبون في آن واحد -، فإذا ما جمعنا تكلفة الأسطوانة الواحدة بسعرها النظامي مع تكلفة التعطيل عن العمل مع أجرة النقل من وإلى مركز التوزيع يصبح لدينا أن تكلفة أسطوانة الغاز الواحدة تكلف         990ل.س بالحد الأدنى، وما يزيد القلب حرقة بحق هو واقع الأمر الذي يقول أنه من المحتمل الانتظار 9 ساعات على مدى 3 أو 4 أيام دون الحصول على أسطوانة..