انخفاض مساهمة الحبوب والبقول بنسبة 10 % خلال تسعة أعوام تراجع إنتاج الحبوب والبقول يخسّر القطاع الزراعي 20 مليار ليرة سورية

انخفاض مساهمة الحبوب والبقول بنسبة 10 % خلال تسعة أعوام تراجع إنتاج الحبوب والبقول يخسّر القطاع الزراعي 20 مليار ليرة سورية

القطاع الزراعي القادم من زمن الوفرة إلى أيام المحل والاستيراد، وصل إلى مستوى متردّ جداً.. هذه باختصار حال الزراعة السورية، فالتراجع في حجم الإنتاج الزراعي لا يمكن إنكاره، ولا نبالغ إذا قلنا ذلك، لأنه أكثر القطاعات الاقتصادية تراجعاً، وأعظمها تأثراً بسياسات الخطة الخمسية العاشرة. ورغم أن وزارة الزراعة لا تزال تحمل الجفاف المسؤولية الأولى والأخيرة عن تراجع القطاع الزراعي الذي كان يفترض أن يحقق نمواً 3.7% خلال الخطة الخمسية العاشرة،  إلا أن المؤشرات الزراعية بمعظمها تؤكد عدم تحقيق هذه النسبة من النمو، ولا حتى نصفها حتى، والأهم من هذا كله أن هذا التراجع أثر على الأمن الغذائي، وسيهدد استقراره، بكل ما لهذا التأثر من تبعات على استقلال القرار السياسي لسورية مستقبلاً.

تراجع الإنتاج مؤكد

قاعدة الانطلاق في تقييم الإنتاج الزراعي ستبدأ من الحبوب والبقول، لكونهما يمثلان الثقل الأساسي في الإنتاج الزراعي، فالحبوب والبقول تشكلان 15% من الإنتاج الزراعي في سورية، وتراجعهما يعني خسارة الإنتاج الزراعي للمليارات، وبالتالي خسارة الاقتصاد الوطني، فالقمح بلغ إنتاجه الإجمالي خلال سنوات الخطة الخمسية التاسعة 23639 ألف طن، بنما لم يتعدّ هذا الإنتاج 14814 ألف طن في السنوات الأربع الأولى من عمر الخطة الخمسية العاشرة، أي أن الفارق في الإنتاج يصل إلى 8826 ألف طن، وهو ما يعادل متوسط إنتاج سورية من القمح لسنتين على التوالي، وبالانتقال إلى فرق المتوسط السنوي في الإنتاج بين الخطتين، نجد أنه وصل إلى 1024 ألف طن، حيث كان هذا الوسطي نحو 4728 ألف طن في الخمسية التاسعة بينما لم يتعدّ 3703 ألف طن في الخمسية العاشرة، فالتراجع في سدس الإنتاج الزراعي (15%) الذي يمثله القمح مؤكد، ولا يمكن إنكاره...

أما بالنسبة للذرة، فإن إنتاجنا الإجمالي بلغ 5249 ألف طن خلال سنوات الخطة الخمسية التاسعة، بينما لم يتعدّ 3094 ألف طن في السنوات الأربع الأولى من عمر الخطة الخمسية العاشرة، أي أن الفارق في الإنتاج وصل إلى 2155 ألف طن، وهو ما يعادل متوسط إنتاج سورية من الذرة الصفراء لسنتين على التوالي، وبالانتقال إلى فرق المتوسط السنوي في الإنتاج بين الخطتين، نجد أنه وصل إلى 276 ألف طن، حيث كان وسطي الإنتاج نحو 1050 ألف طن في الخمسية التاسعة بينما لم يتعدّ 773 ألف طن في الخمسية العاشرة..

متوالية «مرعبة»

متوالية التراجع تمتد لتشمل أغلب منتجاتنا الزراعية الأخرى، من العدس إلى الحمص مروراً بالشوندر السكري وصولاً إلى السمسم وفول الصويا، فالحبوب والبقول تشكل 30% من حجم الإنتاج النباتي الإجمالي في سورية، وبالنظر إلى واقعها نجد أن إجمالي إنتاجهما خلال الخطة الخمسية التاسعة (2001 – 2005) بلغ نحو 31416 ألف طن، بينما لم يتعدّ إجمالي إنتاج الحبوب والبقول خلال السنوات الأربع الأولى من عمر الخطة الخمسية العاشرة سوى 19582 ألف طن، أي أن الفارق بين الخطتين في الإنتاج يبلغ 11833 ألف طن، وهو ثلث الإنتاج النباتي الإجمالي تقريباً.

وبالانتقال إلى وسطي الإنتاج السنوي من الحبوب والبقول، نلاحظ انطلاقاً من أرقام المكتب المركزي للإحصاء أنه بلغ نحو 6283 ألف طن خلال الخمسية التاسعة، بينما لم يتعدّ هذا الوسطي في الخمسية العاشرة 4896 ألف طن، أي أن متوسط الفارق السنوي في الإنتاج يصل إلى نحو 1500طن، وبالتالي فإنه يتوجب على العام الأخير من الخمسية العاشرة أن يضاعف متوسط طاقته الإنتاجية منهما إلى نحو 241% لكي تصل الخطة الخمسية العاشرة إلى إنتاج يعادل الإنتاج الإجمالي للخطة الخمسية التاسعة فقط.

زاوية الرؤية الأوضح

زاوية الرؤية الأوضح لمعرفة حقيقة واقع الحبوب والبقول في سورية، ستكون من جهة حجم مساهمتهما في الناتج الإجمالي للإنتاج النباتي بأسعار 2000 الثابتة، حيث تبيّن أرقام المكتب المركزي للإحصاء أن حجم مساهمة الحبوب والبقول قد انخفضت بنسبة 10% تقريباً خلال الأعوام التسع الماضية، وذلك من 76 مليار ليرة في العام 2001 مقارنة بالناتج الإجمالي للإنتاج النباتي المقدر بـ233 مليار ليرة، وهو ما يشكل نحو 23.6% من حجم الإنتاج النباتي حينها، أما أرقام العام 2009، فإنها تؤكد أن مساهمة الحبوب والبقول لا تتعدى 56 مليار ليرة مقارنة بـ247 مليار ليرة الممثل لحجم الإنتاج النباتي بأسعار 2000 الثابتة، وبنسبة مساهمة لا تتعدى 22.6%، وهذا يؤكد تراجع حجم مساهمة كل منهما بما يزيد عن 20 مليار ليرة سورية، بينما يفترض الواقع ارتفاع هذه المساهمة بالإنتاج وبالحجم الإجمالي من الناتج النباتي!..