أزمة غاز عابرة!!..  والعبرة في الأزمات

أزمة غاز عابرة!!.. والعبرة في الأزمات

توقف‭ ‬توزيع‭ ‬الغاز‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬دمشق‭ ‬ثم‭ ‬عاد‭ ‬ليظهر‭ ‬خارج‭ ‬مراكز‭ ‬محروقات‭ ‬ولدى‭ ‬‮«‬موزعيها‭ ‬غير‭ ‬الرسميين‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬وبسعر‭ ‬ارتفع‭ ‬عن‭ ‬السعر‭ ‬الرسمي‭ ‬بمقدار‭ ‬500‭ ‬ل‭.‬س،‭ ‬وعاد‭ ‬للانخفاض‭ ‬مع‭ ‬وضوح‭ ‬عدم‭ ‬اتساع‭ ‬الأزمة‭.. ‬كان‭ ‬صدى‭ ‬أزمة‭ ‬الغاز‭ ‬هذه‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ملابساتها‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬فقد‭ ‬مرت‭ ‬العاصمة‭ ‬ومدن‭ ‬أخرى‭ ‬بظروف‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬المادة‭ ‬لوقت‭ ‬أطول‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الاختناق‭.. ‬

ويعود‭ ‬الصدى‭ ‬الواسع‭ ‬إلى‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬النفط‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬أزمة،‭ ‬وباتضاح‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬تراجع‭ ‬الكميات‭ ‬ناجم‭ ‬عن‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬موقع‭ ‬مع‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬المتعاقد‭ ‬معها‭ ‬لاستئجار‭ ‬وحدات‭ ‬تعبئة‭ ‬غاز‭ ‬متنقلة،‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬آبار‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬جمرايا،‭ ‬وتنطح‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬للدفاع‭ ‬عنها‭ ‬وأخرى‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوزارة‭ ‬وشركة‭ ‬محروقات،‭ ‬وسط‭ ‬جلبة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مسبباتها‭ ‬الرئيسية‭ ‬بدقة،‭ ‬ولكن‭ ‬يتضح‭ ‬أنها‭ ‬نتيجة‭ ‬تناقض‭ ‬في‭ ‬المصالح‭ ‬بين‭ ‬الشركات‭ ‬المستثمرة‭ ‬والجهات‭ ‬المستفيدة‭ ‬وسط‭ ‬كم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬المتضاربة‭.. ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬أن‭ ‬استطاعت‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى‭ ‬وترفع‭ ‬السعر‭ ‬ليتحمل‭ ‬المواطنون‭ ‬كالعادة‭ ‬نتيجة‭ ‬أزمات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭..‬

عادت‭ ‬المحطات‭ ‬المتوقفة‭ ‬إلى‭ ‬العمل،‭ ‬وذلك‭ ‬برعاية‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لاجتماع‭ ‬بين‭ ‬وزارة‭ ‬النفط‭ ‬والشركات‭ ‬المتعاقد‭ ‬معها‭.. ‬وتم‭ (‬استيعاب‭) ‬الخلاف‭ ‬بهدف‭ ‬‮«‬ضمان‭ ‬حاجات‭ ‬المواطنين‮»‬‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتوضح‭ ‬ما‭ ‬المبالغ‭ ‬المدفوعة‭ ‬في‭ ‬العقود،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وضع‭  ‬الخلاف‭ ‬أمام‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التعاقد‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬بين‭ ‬شركة‭ ‬محروقات‭ ‬وهذه‭ ‬الشركات،‭ ‬وغطى‭ ‬عليه‭ ‬مع‭ ‬عودة‭ ‬الاتفاق‭..!!‬

تعود‭ ‬أزمة‭ ‬الغاز‭ ‬المتكررة‭ ‬دورياً‭ ‬خلال‭ ‬الأزمة‭ ‬وتحديداً‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬دمشق‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬تعبئة‭ ‬الغاز‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬بنسبة‭ ‬85‭-‬90‭%‬،‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الاستيراد،‭ ‬وإلى‭ ‬تراجع‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬معمل‭ ‬تعبئة‭ ‬الغاز‭ ‬في‭ ‬عدرا‭ ‬التابع‭ ‬للدولة‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬ألف‭ ‬أسطوانة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬تغطي‭ ‬حاجات‭ ‬دمشق‭ ‬وريفها‭ ‬والمنطقة‭ ‬الجنوبية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬الذروة‭ ‬التي‭ ‬تقدر‭ ‬بحوالي‭ ‬65‭ ‬ألف‭ ‬أسطوانة،‭ ‬التراجع‭ ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬تدهور‭ ‬الظروف‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬التوقف‭ ‬التام‭..‬

أما‭ ‬الحل‭ ‬البديل‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬بوحدات‭ ‬تعبئة‭ ‬الغاز‭ ‬المتنقلة‭ ‬التي‭ ‬كثر‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬والتي‭ ‬تبين‭ ‬أنها‭ ‬بدأت‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬دمشق‭ ‬وريفها‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬السنة‭ ‬وفق‭ ‬عقود‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬مختلفة،‭ ‬إحداها‭ ‬هي‭ ‬المشكلة‭..‬

شركتا‭ ‬تشغيل‭ ‬محطات‭ ‬التعبئة‭ ‬المستأجرة‭ ‬في‭ ‬جمرايا‭ (‬شركة‭ ‬ينغ‭ ‬كينغ‭ ‬باستطاعة‭ ‬6000‭  ‬أســـطوانة‭ ‬للوردية‭ ‬الواحدة،‭ ‬وعقد‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬آبار‭ ‬بتروليوم‭ ‬باستطاعة‭ ‬3000‭ ‬أسطوانة‭ ‬للوردية‭ ‬الواحدة‭) ‬مستأجرة‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬النفط‭ ‬لمصلحة‭ ‬الشركات‭ ‬مع‭ ‬عمالها‭ ‬لتعبئة‭ ‬الأسطوانات‭..‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬بدايات‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬أعلنت‭ ‬الشركتان‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬توقفهما‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬لينخفض‭ ‬عدد‭ ‬الاسطوانات‭ ‬الواردة‭ ‬لدمشق‭ ‬وريفها‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬وحدات‭ ‬التعبئة‭ ‬المتبقية‭ ‬في‭ ‬الصبورة‭ ‬والقطيفة‭ ‬على‭ ‬سد‭ ‬الحاجة،‭ ‬ومؤخراً‭ ‬أوقفت‭ ‬وزارة‭ ‬النفط‭ ‬عقد‭ ‬شركة‭ ‬آبار‭ ‬ولم‭ ‬تجدده،‭ ‬بينما‭ ‬ألزمت‭ ‬الشركة‭ ‬الثانية‭ (‬يانغ‭ ‬كينغ‭) ‬بتعبئة‭ ‬8000‭ ‬أسطوانة‭ ‬فقط،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬تداول‭ ‬الإعلام‭. ‬

الأزمة‭ ‬وجدت‭ ‬بالتأكيد‭..‬

أكد‭ ‬نقيب‭ ‬عمال‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬علي‭ ‬مرعي‭ ‬لـ‭(‬قاسيون‭) ‬وجود‭ ‬أزمة‭ ‬غاز‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬لأسباب‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تفاديها‭.. ‬

‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬كان‭ ‬بإمكان‭ ‬وزارة‭ ‬النفط‭ ‬أن‭ ‬تشغل‭ ‬العقود‭ ‬الجديدة‭ ‬الأرخص‭ ‬تكلفة‭ ‬قبل‭ ‬إيقاف‭ ‬أي‭ ‬عقد‭ ‬جار،‭ ‬حرصاً‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬تأمين‭ ‬المادة‭ ‬وتفادياً‭ ‬لأي‭ ‬عجز‭ ‬في‭ ‬الكميات‮»‬‭.‬

وبين‭ ‬مرعي‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬تقدمت‭ ‬عدة‭ ‬عروض‭ ‬لتشغيل‭ ‬محطة‭ ‬تعبئة‭ ‬الغاز‭ ‬في‭ ‬جمرايا‭ ‬بتكلفة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المعتمدة‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬السابقة‭ ‬والتي‭ ‬هناك‭ ‬خلاف‭ ‬حالي‭ ‬معها،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬رفض‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬تخفيض‭ ‬تكلفتها‭ ‬دفع‭ ‬بالوزارة‭ ‬إلى‭ ‬إيقاف‭ ‬العقد،‭ ‬وبالتالي‭ ‬توقف‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬الوحدة‮»‬‭. ‬وحسب‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬فإن‭ ‬المشكلة‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬شركة‭ (‬آبار‭) ‬ووزارة‭ ‬النفط‭ ‬تتمحور‭ ‬برفض‭ ‬الوزارة‭ ‬تمديد‭ ‬العمل‭ ‬بالعقد‭ ‬بحجة‭ ‬وجود‭ ‬عروض‭ ‬تعبئة‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬المماثلة‭ ‬بسعر‭ ‬40‭ ‬ل‭.‬س‭ ‬للأسطوانة‭ ‬الواحدة‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ (‬آبار‭) ‬اتباع‭ ‬الخطوة‭ ‬نفسها،‭  ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تقول‭ ‬فيه‭ (‬آبار‭) ‬إن‭ ‬تكلفة‭ ‬تعبئة‭ ‬الاسطوانة‭ ‬الواحدة‭ ‬تبلغ‭ ‬43‭ ‬ليرة‭ ‬سورية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭ ‬الرضوخ‭ ‬لطلب‭ ‬الوزارة‭ ‬وتخفيض‭ ‬التكلفة‭ ‬إلى‭ ‬40‭ ‬ليرة،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬قدم‭ ‬العروض‭ ‬المخفضة‭ ‬يمارسون‭ ‬تجاوزات‭ ‬تتعلق‭ ‬بوزن‭ ‬الاسطوانة‭ ‬والتلاعب‭ ‬فيه،‭ ‬والكلام‭ ‬عن‭ ‬شركة‭ ‬محمد‭ ‬عامر‭ ‬الخيمي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الصبورة‭ ‬التي‭ ‬تسعر‭ ‬بسعر‭ ‬أخفض‭ ‬وتتهمها‭ ‬الشركتان‭ (‬آبار،‭ ‬ينغ‭ ‬كينغ‭) ‬بأنها‭ ‬تخفض‭ ‬من‭ ‬وزن‭ ‬الغاز‭ ‬المعبأ‭ ‬في‭ ‬الأسطوانات‭ ‬وفق‭ ‬مخالفات‭ ‬وضبوط‭ ‬تموينية‭..‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تعلق‭ ‬عليه‭ ‬الوزارة‭ ‬أو‭ ‬تبينه‭..‬

الأجور‭ ‬بالدولار‭.. !‬

تتناقض‭ ‬التصريحات‭ ‬الحكومية‭ ‬والنقابية‭ ‬تحديداً‭ ‬حول‭ ‬أجار‭ ‬تعبئة‭ ‬الأسطوانة‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الموقع‭ ‬مع‭ ‬الشركة،‭ ‬بين‭ ‬جهات‭ ‬صرحت‭ ‬لقاسيون‭ ‬بأن‭ ‬تكلفة‭ ‬التعبئة‭ ‬المدفوعة‭ ‬للشركات‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬النفط‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬التابعة‭ ‬هي‭ ‬43‭ ‬ل‭.‬س،‭ ‬وبين‭ ‬رئيس‭ ‬نقابة‭ ‬دمشق‭ ‬لعمال‭ ‬النفط‭ ‬الذي‭ ‬صرح‭ ‬أنه‭ "‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬تم‭ ‬إبرام‭ ‬عقد‭ ‬لتشغيل‭ ‬وحدة‭ ‬الغاز‭ ‬في‭ ‬جمرايا‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كلفة‭ ‬تعبئة‭ ‬اسطوانة‭ ‬الغاز‭ ‬الواحد‭ ‬2‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬لمدة‭ ‬200‭ ‬يوم،‭ ‬ثم‭ ‬تنخفض‭ ‬التكلفة‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬65‭ ‬دولار‭ ‬خلال‭ ‬مدة‭ ‬165‭ ‬يوماً‭ ‬لاحقاً،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬استطاعة‭ ‬وحدة‭ ‬تعبئة‭ ‬جمرايا‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬اسطوانة‭ ‬يومياً،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬تنتج‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬اسطوانة‭ ‬عند‭ ‬بدء‭ ‬تشغيلها‮»‬‭.‬

وحدات‭ ‬حكومية‭ ‬بالكامل

تدير‭ ‬محروقات‭ ‬وحدات‭ ‬تعبئة‭ ‬غاز‭ ‬متنقلة‭ ‬أخرى‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬بتركيبها‭ ‬وعمالها‭ ‬وشراء‭ ‬معداتها،‭ ‬وليس‭ ‬استئجار‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الوجهات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وهذه‭ ‬الوحدات‭ ‬المملوكة‭ ‬للشركة‭ ‬العامة‭ (‬محروقات‭) ‬وهي‭ ‬وحدة‭ ‬تعبئة‭ ‬القطيفة‭ ‬باستطاعة‭ ‬نظرية‭ ‬900‭ ‬أسطوانة‭ ‬بالساعة،‭ ‬القنيطرة‭ ‬استطاعة‭ ‬نظرية‭ ‬300‭ ‬أسطوانة‭ ‬بالساعة،‭ ‬درعا‭ ‬باستطاعة‭ ‬600‭ ‬أسطوانة‭ ‬بالساعة‭.. ‬وقد‭ ‬صرح‭ ‬الوزير‭ ‬بإمكانية‭ ‬تفادي‭ ‬الأزمة‭ ‬بزيادة‭ ‬استطاعة‭ ‬هذه‭ ‬الوحدات‭ (‬القنيطرة‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬أسطوانة‭ ‬باليوم‭- ‬القنيطرة‭ ‬2000‭- ‬درعا‭ ‬9000‭) ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬رد‭ ‬عليه‭ ‬مرعي‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬‮«‬إنتاج‭ ‬محطة‭ ‬القطيفة‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬اسطوانة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬كما‭ ‬نفى‭ ‬مصدر‭ ‬في‭ ‬شركة‭ (‬يانغ‭ ‬كينغ‭) ‬قدرات‭ ‬وحدة‭ ‬تعبئة‭ ‬القنيطرة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬الوزير،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تنتج‭ ‬أي‭ ‬اسطوانة‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬الشهر‭ ‬تقريباً‭ ‬لأنها‭ ‬محطة‭ ‬محدثة‭ ‬وليس‭ ‬عندها‭ ‬مولدة‭ ‬كهربائية‭ ‬للتغذية‭ ‬ولتعوض‭ ‬الانقطاع‭ ‬المستمر‭ ‬للتيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬عنها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬إمكانية‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬محطة‭ ‬السويداء،‭ ‬لأن‭ ‬إنتاجها‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬ألفي‭ ‬اسطوانة‭ ‬يومياً‭ ‬مخصصة‭ ‬للاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬‭.‬‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬معلومات‭ ‬بعضها‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬المنافسة،‭ ‬وبالمقابل‭ ‬رد‭ ‬الوزير‭ ‬هو‭ ‬رد‭ ‬تبريري‭ ‬وكلا‭ ‬الحالتين‭ ‬تساعدان‭ ‬في‭ ‬إخفاء‭ ‬حقيقة‭ ‬إمكانيات‭ ‬الوحدات‭ ‬التي‭ ‬تديرها‭ ‬محروقات‭ ‬بالكامل‭  ‬لتبقى‭ ‬الشركات‭ ‬وعقودها‭ ‬سيدة‭ ‬الموقف‭..‬

العقود‭.. ‬والتشاركية‭: ‬تجارب‭ ‬مرّة‭ ‬مجدداً

تم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬العقود‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬لتغطية‭ ‬عجز‭ ‬توفير‭ ‬الغاز‭ ‬خلال‭ ‬الأزمة،‭ ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬عدم‭ ‬وضوح‭ ‬وخلافات‭ ‬واختناقات‭ ‬ودفع‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬بالدولار‭ ‬وبتكاليف‭ ‬عقود‭ ‬باهظة‭.. ‬بعد‭ ‬خلافات‭ ‬ومخالفات‭ ‬من‭ ‬محروقات‭ ‬وأخذ‭ ‬ورد‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬النفط‭ ‬حول‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬سيرسو‭ ‬عليها‭ ‬التعاقد‭ ‬لشراء‭ ‬معدات‭ ‬وحدات‭ ‬تعبئة‭ ‬الغاز‭ ‬الجديدة،‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬الشركة‭ ‬اللبنانية‭ ‬GMP‭.. ‬وتم‭ ‬إنشاء‭ ‬وحدات‭ ‬صغيرة‭ ‬تديرها‭ (‬محروقات‭) ‬بالكامل،‭ ‬وشركات‭ ‬أخرى‭ ‬استطاعتها‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬عقود‭ ‬استثمار‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مواقع‭ ‬بدمشق‭ ‬وريفها،‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬معلومات‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ (‬قاسيون‭). ‬تم‭ ‬استئجار‭ ‬وحدات‭ ‬غاز‭ ‬متنقلة‭ ‬في‭ ‬منطقــة‭ ‬جمرايا‭  ‬ومعلومات‭ ‬السعر‭ ‬غير‭ ‬موضحة‭ ‬ولكن‭ ‬مصادر‭ ‬إعلامية‭ ‬تداولت‭ ‬الخبر‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شركة‭ ‬آبار‭ ‬كانت‭ ‬تتقاضى‭ ‬أجوراً‭ ‬لتعبئة‭ ‬أسطوانة‭ ‬الغاز‭ ‬بالدولار‭ ‬الامريكي‭ ‬وبأسعار‭ ‬تفوق‭ ‬أسعار‭ ‬تعبئتها‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬30‭ ‬سنت،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أجور‭ ‬التعبئة‭ ‬في‭ ‬سورية‭ ‬بدأت‭ ‬بـ‭ ‬2‭ ‬دولارين‭ ‬للأسطوانة‭ ‬ولم‭ ‬تخفض‭..!! ‬بينما‭ ‬مصادر‭ ‬أخرى‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬أجور‭ ‬التعبئة‭ ‬43‭ ‬ل‭.‬س‭..!‬

العقـــد‭ ‬مع‭ ‬شركة‭  ‬‮«‬محمد‭ ‬عامـــر‭ ‬الخيمي‮»‬‭ ‬في‭ ‬الصبورة‭ ‬كان‭ ‬آخر‭ ‬هذه‭ ‬العقود‭ ‬بتاريخ29‭/‬12‭/‬2013‭ ‬وهو‭ ‬العقد‭ ‬الذي‭ ‬تتهمه‭ ‬الشركات‭ ‬الأخرى‭ ‬بمخالفة‭ ‬شروط‭ ‬الإعلان‭ ‬والعقود‭ ‬وبالتأخر‭ ‬في‭ ‬المباشرة،‭ ‬وبسرقة‭ ‬الدولة‭ ‬السورية‭ ‬وتعبئة‭ ‬الأسطوانات‭ ‬بأوزان‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬وتشير‭ ‬الشركات‭ ‬إلى‭ ‬مخالفات‭ ‬موثقة‭ ‬بضبوط‭  ‬تموينية،‭ ‬وهذا‭ ‬غير‭ ‬مستبعد،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬ترد‭ ‬عليه‭ ‬وزارة‭ ‬النفط،‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ ‬الأسعار‭ ‬المخفضة‭ ‬للعقد‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬كشرط‭ ‬لعمل‭ ‬الشركات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬انتهزت‭ ‬ظروف‭ ‬الأزمة‭ ‬وطلبت‭ ‬أجوراً‭ ‬بالدولار،‭ ‬وافقت‭ ‬عليها‭ ‬الوزارة‭ ‬وشركاتها‭ ‬المختصة‭ (‬محروقات‭)‬،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬كلاً‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬التي‭ ‬وافقت‭ ‬والشركات‭ ‬التي‭ ‬ابتزت‭ ‬وتوقفت‭ ‬والشركات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬تخالف‭ ‬الشروط‭ ‬وتنال‭ ‬الرضا‭ ‬الحكومي‭ ‬الآن‭.. ‬كلها‭ ‬نتيجة‭ ‬طبيعية‭ ‬لظروف‭ ‬الأزمة‭ ‬وللمنطق‭ ‬الذي‭ ‬يسود‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬ظروفها‭ ‬الطارئة‭ ‬وهو‭ ‬منطق‭ ‬توسيع‭ ‬السمسرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬شعار‭ ‬التشاركية‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬تتكشف‭ ‬فيه‭ ‬الثغرات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬آلية‭ ‬عمل‭  ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬المرافق‭ ‬الهامة‭ ‬كبديل‭ ‬عن‭ ‬العام،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬توفير‭ ‬تكاليف‭ ‬العقود‭ ‬المرتفعة‭ ‬ممكناً‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تشغيل‭ ‬محطات‭ ‬تعبئة‭ ‬مدارة‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬محروقات‭ ‬وعمالها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬ولكن‭ ‬باستطاعات‭ ‬منخفضة‭..‬