(الكرامة الوطنية).. تعري الفقراء!!

(الكرامة الوطنية).. تعري الفقراء!!

مفهوم الكرامة الوطنية الحكومي يبدو ملتبساً.. فلا وصول مبيعات المازوت إلى أدنى حد ممكن نتيجة عدم قدرة الأسر السورية على تأمين مبلغ 24 ألف ل.س لتعبئة 400 ليتر حكومي مدعوم، هو مس بالكرامة الوطنية،

ولا وصول تكلفة الغذاء الضروري للأسرة السورية إلى حدود 30 ألف ل.س فقط، أي ما يفوق متوسط الأجور بعشرة آلاف ل.س هو مس بالكرامة، أو انقطاع الكهرباء والمياه عن مدن سورية بأكملها، ولا وصول معدل البطالة إلى حدود 50%، أو وجود حوالي 5 ملايين  مهجر بين الداخل الخارج.. مقابل وجود 215 سورياً ثروتهم 22 مليار دولار ضعف الناتج الإجمالي السوري المقدر في عام 2013 بـ 12 مليار دولار فقط.. كلها مسائل ناجمة عن الأزمة وخارج يد الحكومة ولا تستحق من وزارة الاقتصاد أو غيرها تنويهاً أو قراراً أو إجراءاً حاسماً.. بينما "بوابة فرج" مفتوحة مصادفة للفقراء تتطلب إجراءً "وتصريحات نارية" وقرارات حاسمة.. وتضحيات في سبيل الكرامة الوطنية..!!
حيث أوقفت وزارة الاقتصاد بقرار استيراد الملابس المستعملة "البالة"، "حتى لا تصبح سورية مكباً لنفايات العالم..!!" أي أن المسألة مسألة كرامة، وفق تبرير معاون وزير الاقتصاد عبد السلام علي لإحدى الصحف المحلية، مضيفاً تبريراً آخر بان حماية المنتج الوطني هي هدف آخر وراء الإيقاف، مع العلم أن أغلب شركات القطاع الخاص المنتجة متوقفة، وشركات القطاع العام قليلة ولا تنال من "نوبة الكرامة الوطنية" إلا اليسير من الدعم.. ويكفي أن نذكر أنك قد تجد في سوق البالة جاكيت ولادي شتوي بسعر 300-700 ل.س، مقابل 4000-5000 ل.س في السوق، وتصل إلى 7000-9000 ل.س في الوكالات الأجنبية..
يجمع باعة البالة في سوق دمشق أن قرار الإلغاء يعود لسبب وحيد، وهو شراء أحد أهم قوى السوق السورية وكالات ألبسة أوروبية جديدة تضاف إلى وكالات المذكور في لبنان، ومبرر باعة السوق أكثر إقناعاً بالتأكيد من مبرر وزارة الاقتصاد وأكثر انسجاماً مع سلوك الحكومة وقراراتها ككل المنحرف تجاه كبار قوى السوق.. ولا جديد في هذا القول!.