التقارب الهندي- الروسي يعني تقارباً هندياً- صينياً

لن تؤدي العقوبات الأمريكية- في حال فرضها على الهند- إلّا إلى دفعها نحو مزيد من التقارب مع روسيا، مثلما جرى في دول أخرى سابقاً، من بينها تركيا مثالاً، وفي هذا الإطار أعلن البلدان عن تنسيق سلسلة اجتماعات مقبلة على مستوى الرؤساء ووزراء الخارجية والدفاع، ستبدأ باجتماع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يوم الاثنين 6 كانون الأول، تتبعه اجتماعات بصيغة 2+2، وتدور هذه الاجتماعات حول مختلف المجالات، من أهمها: الطاقة والتعاون الدفاعي والأمني وتنفيذ مشاريع غاز طبيعي مسال مشتركة بين البلدين، ومن المتوقع أن يجري توقيع 10 اتفاقات ثنائية بينهما.
وكان قد سبق ذلك مؤتمر فيديو مشترك لكل من وزراء خارجية الهند والصين وروسيا، دعا خلاله وزير الخارجية الهندي- سوبرامانيام جايشانكار- للعمل سوياً من أجل تقديم مساعدات إنسانية لأفغانستان ضمن آلية RIC المشتركة، والتنسيق فيما يتعلق بتهديدات الإرهاب والتطرف ومكافحة المخدرات، مشيراً إلى «التزام الهند المستمر بتسريع الحوار الوثيق والتعاون بين أكبر ثلاث دول في منطقة أوراسيا». بينما أفادت الخارجية الروسية، بأن وزراء الدول الثلاث بحثوا أهم المسائل الدولية والإقليمية، وأكدوا سعيهم المشترك لتوسيع التعاون في إطار المنظمات الدولية و«الاستقرار الاستراتيجي، وإنشاء هيكل الأمن المتساوي، وغير القابل للتجزئة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كأساس للتنمية السلمية والثابتة».
الخلافات الحدودية الصينية- الهندية لا تزال قائمة، ولا تزال الهند كاستمرار لموازين القوى السابقة مرتبطة مع واشنطن، إلا أن تعميق العلاقات إيجاباً مع روسيا، وازدياد الطروحات بالتعاون الثلاثي المتبادل لحل الأزمات المتعلقة بالمنطقة الأوراسية بالتوازي مع تهديدات واشنطن بفرض عقوبات على نيودلهي، يشيران إلى حالة ما من الالتفاف الهندي نحو الصين على حساب ارتباطها مع الولايات المتحدة المتراجعة، خاصة وأنه لا يمكن الحديث عن تقارب مع موسكو دون أن يعني ذلك تقارباً مع شريكتها بكين، وإن كان بشكل غير مباشر حتى الآن.