بلينكين يزور السعودية تزامناً مع افتتاح السفارة الإيرانية بالرياض

ومن المتوقع أنْ يلتقي بلينكن، خلال زيارته للعاصمة الرياض ومدينة جدة الساحلية، مسؤولين سعوديين كباراً، وربما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وهذه هي الزيارة الثانية لمسؤول أمريكي كبير مؤخراً، بعد أن زار مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان السعودية في شهر مايو/أيار الماضي.

وتأتي زيارة بلينكن التي تستمر من السادس إلى الثامن من يونيو/حزيران، لأكبر مُصدّر للنفط في العالم، بعد أيام من تعهد الرياض بخفض إنتاجها النفطي بصورة أكبر، في خطوة من المرجّح أن تزيد التوتر الذي تعاني منه بالفعل العلاقات الأمريكية السعودية، بسبب الخلافات بشأن سياسة واشنطن مع إيران.

وبحسب وكالة رويترز، من بين أهداف الزيارة إعادة التفاهم مع الرياض بشأن أسعار النفط، والتصدي للنفوذ الصيني والروسي في المنطقة، وتعزيز الآمال في تطبيع العلاقات «السعودية-الإسرائيلية» في نهاية المطاف.

وقال بلينكن أمام اللجنة الصهيونية المعروفة باسم لجنة الشؤون العامة الأمريكية-الإسرائيلية (أيباك)، يوم أمس، إنّ لواشنطن «مصلحة حقيقية تتعلق بأمنها القومي» في الدعوة لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين كيان الاحتلال والسعودية، لكنه أشار إلى أن ذلك «لن يحدث بسرعة».

كما قال ريتشارد غولدبرغ، كبير المستشارين في مؤسسة (الدفاع عن الديمقراطيات) البحثية ومقرها واشنطن، إن محاولة ثني الرياض عن تعزيز علاقاتها مع الصين ربما يكون الجانب الأكثر أهمية في زيارة بلينكن.

وأضاف أنه سيتعين على بلينكن أن يوضح «لماذا لا تتوافق المصالح الصينية مع السعودية، وكيف سيعوق التقارب في العلاقات بطريقة استراتيجية (مع بكين) العلاقات الوثيقة مع واشنطن» بحسب قوله.

هذا ولم تنجح زيارة قام بها بايدن إلى السعودية، في يوليو/تموز 2022، في تخفيف التوترات، وسعت الرياض حثيثاً لتعزيز نفوذها الإقليمي، وأصبحت أقل اهتماماً بالتوافق مع الأولويات الأمريكية في المنطقة.

هذا وتتزامن زيارة بلينكين مع افتتاح السفارة الإيرانية في الرياض، في خطوة تأتي استكمالاً لعملية تنفيذ الاتفاقيات الثنائية بين إيران والسعودية برعاية ووساطة صينية.

حيث أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، اليوم الثلاثاء، أن طهران عيّنت المساعد السابق لوزير الخارجية الإيرانية للشؤون الخليجية علي رضا عنايتي سفيراً لإيران لدى المملكة العربية السعودية.

وقال التلفزيون الرسمي، خلال افتتاح السفارة الإيرانية في الرياض، إنه «تم تعيين علي رضا عنايتي سفيرا لإيران لدى المملكة».

وشغل عنايتي سابقاً منصب معاون وزير الخارجية الإيرانية للشؤون الخليجية في الوزارة.

وحضر ممثلون عن وزارتي الخارجية السعودية والإيرانية الافتتاح في مقر السفارة الإيرانية الذي كان مغلقاً لسنوات.

واتفقت إيران والسعودية، في آذار الماضي، على إعادة العلاقات بين القوتين الإقليميتين، بعد قطعها عام 2016.

وأتى الافتتاح بعد 3 أشهر من توقيع الاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما برعاية صينية، وكذلك بعد أن تبادل البلدان في نيسان الماضي، زيارة لوفدين فنيين من أجل بحث مسألة إعادة فتح السفارات.