مناورات بحرية مشتركة... صينية وروسية وإيرانية
ملاذ سعد ملاذ سعد

مناورات بحرية مشتركة... صينية وروسية وإيرانية

قامت كل من الصين وروسيا وإيران بمناورات وتدريبات بحرية مشتركة باسم «مناورات حزام الأمن البحري» في منطقة شمال المحيط الهندي وبحر العرب في خليج عمان، بالفترة بين 12 إلى 14 آذار، تحمل الكثير من رسائل وتأكيدات عِدّة.

تُعد هذه المرة السادسة التي تجري فيها هذه التدريبات المشتركة، والتي بدأت لأول مرة عام 2018، لكن لأول مرة الآن يشارك بهذه المناورات أيضاً ممثلون عن القوات البحرية لكل من باكستان وكازاخستان وأذربيجان وسلطنة عمان والهند وجنوب إفريقيا كمراقبين.
وهدفت المناورات إلى تعزيز التعاون العسكري والأمن البحري في المنطقة، وإظهار قدرات هذه الدول على ضمان السلم والأمن البحري، فضلاً عن تعزيز أمن التجارة البحرية الدولية وضمان سلامتها ومواجهة القرصنة والإرهاب البحري.
وقامت أكثر من 10 سفن وزوارق حربية وقتالية تابعة للقوات البحرية للدول الثلاث بإجراء مناورات مشتركة وإطلاق للنار على أهداف جوية وسطحية، وهجمات على أهداف تحاكي طائرات دون طيار، وتدربت على تحرير سفن استولى عليها قراصنة.
وأكد قائد في بحرية الجيش الإيراني شهرام إيراني: إنَّ «تشكيل ائتلاف بحري كهذا سيساهم بتعزيز أمن المياه الإقليمية والدولية على أساس التعددية، خلال السنوات الـ 5 الماضية، وصلت إيران وروسيا والصين إلى مستوى جيد من التنسيق والتعاون في مختلف المجالات البحرية». وقال المتحدث باسم المناورات المشتركة الأدميرال مصطفى تاج الديني: «تؤكد إيران منذ سنوات ضرورة تأمين شمال المحيط الهندي والمنطقة عموماً عبر الدول الإقليمية والدول الصديقة لضمان المصالح المشتركة، لذا بادرت إيران بإجراء هذه المناورات لتكون هذه الدول مسؤولة عن أمن منطقة كهذه دون تدخل الدول الغربية».
لا يمكن الفصل بين توقيت هذه المناورات والتطورات الأخيرة في البحر الأحمر والعمليات التي تنفذها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ضد الحوثيين في اليمن. وبذلك تهدف الدول المشاركة لوضع حدّ لهذه المجريات، وتأكيد أن أمن المنطقة عموماً يعدّ من مسؤولية هذه الدول فقط، وبمواجهة التهديدات الصهيونية كذلك.
من جانب آخر، تعكس هذه المناورات من جهة، وإجراؤها للمرة السادسة على التوالي من جهة أخرى، حجم التقارب بين الصين وروسيا وإيران، ودرجة التنسيق العالي والثابت بينهم على مر السنين، وتعزيزه.
وقد استفزت هذه المناورات الغربيين بطبيعة الحال، ولم يجدوا منفذاً للحديث حولها أو عنها سوى باستفزاز جديد من المفوضية الأوروبية خلال اليوم الأول لها، حيث حذرت رئيستها- أورسولا فون دير لاين- إيران من تزويد روسيا بصواريخ باليستية وفرض عقوبات جديدة عليها قائلةً: «سأضيف إننا مستعدون للرد بعقوبات إضافية في حال زودت إيران روسيا بصواريخ باليستية»، فيذكر أن وسائل إعلام غربية زعمت نهاية الشهر الماضية بنقل إيران لقرابة 400 صاروخ باليستي إلى روسيا دون أدلة بذلك.
ومع انتهاء المناورات أصدرت مجموعة السبع التهديد نفسه تجاه إيران، وجاء في بيانها تهديدٌ بفرض «عقوبات إضافية شديدة عليها في حال أرسلت صواريخ باليستية الى روسية»، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: «نحن مستعدون للرد بسرعة وبشكل منسق، بما في ذلك بإجراءات جديدة وملموسة ضد إيران» وأن الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات إضافية على طهران.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1166
آخر تعديل على الجمعة, 26 نيسان/أبريل 2024 23:25