زيارات روسية وأوكرانية إلى السعودية
ملاذ سعد ملاذ سعد

زيارات روسية وأوكرانية إلى السعودية

زار كلٌّ من رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين في 26 شباط، والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في 27 شباط، العاصمة السعودية الرياض بفارق يومٍ واحدٍ بينهما، مما فتح تساؤلات حول الدور الذي تلعبه السعودية ضمن ملف الأزمة الأوكرانية.

رغم الإيحاء الذي يعطيه التوقيت القريب بوجود صلة ما بين الزيارتين الروسية والأوكرانية، إلا أن الاجتماعات وما خرج عنها لم تدلّ على أمرٍ كهذا، فزيارة فولودين برفقة وفد من مجلس الدوما الروسي للسعودية، ولقاؤه مع رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله آل الشيخ، لم تتطرق «رسمياً» و«إعلامياً» سوى إلى العلاقات الثنائية بين البلدين و«تعزيز التعاون البرلماني» بينهما. ووفقاً لوكالة نوفوستي الروسية دعا فولودين البرلمانيين السعوديين لزيارة موسكو خلال العام الجاري قائلاً «لقد ناقشنا مسألة توقيع اتفاقية بين مجلس الدوما الروسي ومجلس الشورى السعودي، وسيكون من الصواب القيام بذلك أثناء زيارتكم لنا في روسيا» وأشار إلى أنّ «حجم التجارة بين بلدينا آخذ في النمو، ويتعين القول إننا نعمل بشكل أكثر نشاطاً في مجال التعاون الإنساني. لهذا، فمن المهم جداً بالنسبة لنا أن يصبح عملنا منهجياً، ونحتاج إلى بذل كل ما في وسعنا لتوفير الدعم التشريعي للقرارات المتخذة على مستوى رؤساء الدول: ملك المملكة العربية السعودية والرئيس الروسي».
لا يعني ذلك بطبيعة الحال عدم بحث الملف الأوكراني والحديث عنه بين الطرفين وعرض مواقف تتعلق به، لكن بغياب أي إعلانات رسمية يبقى هذا الأمر في إطار التكهنات.

زيلينسكي في الرياض

في المقابل كان عنوان زيارة زيلينسكي إلى الرياض بحث صيغة السلام الأوكرانية التي ينشدها زيلينسكي ومسألة عودة «أسرى الحرب» بين كييف وموسكو، ليناقش زيلينسكي خلال اجتماعه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المسألتين والتطورات الأخيرة للملف الأوكراني والعلاقات الثنائية بين البلدين.
أكد بن سلمان حرص بلاده ودعمه لكافة الجهود والمساعي الدولية لحل الأزمة الأوكرانية الروسية والوصول إلى السلام، بدوره عبَّرَ زيلينسكي عن تقديره وشكره لجهود المملكة في هذا الأمر.
استناداً لزيارة زيلينسكي هذه، عمدت بعض وسائل الإعلام الغربية إلى تصوير السعودية أنها تتبنى وتدعم صيغة السلام التي طرحها زيلينسكي وتعارضها موسكو تماماً، وذلك رغم عدم وجود أي موقف أو تصريح أو إشارة سعودية بهذا السياق، فالموقف السعودي ضمن هذه الزيارة كان هو نفسه على الدوام والمتعلق بدعم حل الأزمة الأوكرانية عموماً، دون تبني صيغة محددة، وخصوصاً صيغة زيلينسكي للسلام. وكان الحديث بين الطرفين عامّاً ويستند إلى الدور السعودي نفسه بالوساطة بين الطرفين والذي أدى في إحدى المرّات السابقة إلى تبادل 10 أسرى من جنسيات غربية بين روسيا وأوكرانيا. إلا أنّ الحديث الإعلامي الغربي بهذا الشكل والذي يزعم تبنّي السعودية موقفَ وصيغة زيلينسكي يعني محاولة ما للتأثير على العلاقات السعودية الروسية والإضرار بها.
أمّا إذا ما كان هناك صلة بين الزيارتين الروسية والأوكرانية وتم تبادل رسائل ما بين الطرفين عبر السعودية من عدمه فهو أمرٌ ستوضحه الأيام المقبلة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1164