السودان واتجاهات حل الأزمة
عتاب منصور عتاب منصور

السودان واتجاهات حل الأزمة

عقدت في العاصمة المصرية القاهرة يوم الخميس 13 من شهر تموز الجاري قمة دول جوار السودان الهادفة لحل الأزمة السودانية، وضمت القمة كلاً من مصر وليبيا وجنوب السودان وتشاد وإفريقيا الوسطى وأريتيريا وإثيوبيا.

اتفق المجتمعون على خطوط عريضة، تشمل ضرورة وقف إطلاق النار، وإيجاد حل سياسي دائم، وفتح ممرات إنسانية لمساعدة السودانيين المتضررين. وجاء في البيان الختامي للقمة، الذي أعلنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: «التأكيد على الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والتعامل مع النزاع القائم باعتباره شأناً داخلياً» و«التأكيد على أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها، ومنع تفككها أو تشرذمها»، و«التأكيد على أهمية الحل السياسي لوقف الصراع الدائر، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية يهدف لبدء عملية سياسية شاملة» و«الاتفاق على إنشاء آلية وزارية تعقد اجتماعها الأول في تشاد، لوضع خطة عمل تنفيذية لوقف القتال والتوصل لحل شامل للأزمة في السودان».

إن مثل هذا الاتفاق والتوجه من الدول الإقليمية المحيطة بالسودان، يمكّن من التأثير على تطورات الأزمة والحدّ منها، وتأمين شروط لازمة للمضي باتجاه حل سياسي حقيقي، خاصة وإن الأطراف المعنية في الداخل السوداني باتت تعطي مؤشرات جادة برغبتها بإنهاء الصراع الجاري.

ترحيب بالخطوة

رحبت الحكومة السودانية بمخرجات قمة دول جوار السودان، مؤكدة سعيها العمل مع كافة الأطراف لوقف الحرب وعودة الأمن، وأكدت كذلك أن القوات المسلحة السودانية مستعدة لوقف العمليات العسكرية فوراً، إذا التزمت قوات الدعم السريع بذلك، والالتزام ببدء حوار سياسي فور توقف الحرب يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية تقود البلاد خلال فترة انتقالية تنتهي بانتخابات.

ودعمت موسكو الخطوة المصرية بعقد القمة المذكورة، عبر بيان صادر عن سفارتها في القاهرة، ذكر فيه «نرحب بجهود أصدقائنا المصريين الرامية إلى حل الأزمة السودانية، ونأمل في أن تتيح صيغة الوساطة التي أطلقتها الدول المجاورة للسودان مع الدور القيادي للقاهرة إلى جانب الخطوات الأخرى على مسارات حفظ السلام الإفريقي، وفرصة لتحقيق وقف إطلاق النار المستدام، وبدء العملية السياسية، وضمان إرسال المساعدات الإنسانية إلى السودان... تدعم روسيا، مثل مصر، تقليدياً ضمان الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والقضاء على أي تناقضات من خلال الحوار الشامل المباشر».

كما أعلنت السعودية عن «ترحيبها بنتائج قمة دول جوار السودان التي استضافتها جمهورية مصر العربية، وبتضافر وتكامل الجهود الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار للسودان والحفاظ على سلامته الإقليمية»، وتوازياً مع ذلك ذكرت الأنباء: أن ممثلين عن الجيش السوداني عادوا إلى جدة لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع التي ترعاها كلاً من السعودية والولايات المتحدة، علماً أن الأخيرتين دفعتا باتجاه تعليق المفاوضات في المرة السابقة، وأعلنت واشنطن عن «خيبة أملها»!

تبرز الآن 3 اتجاهات لحل الأزمة: الرعاية الأمريكية السعودية، وقمة دول جوار السودان برعاية مصر، وروسيا التي تقدمت الحكومة السودانية اليها بطلب رسمي بالمساعدة بحل الأزمة، ويمكن القول: إن البحث عن حل جديّ للأزمة السودانية يعتمد بشكل أساسي على إمكانية حشد جهود الدول والأطراف صاحبة المصلحة في ذلك، فالدول المحيطة في السودان ترى في النزاع الدائر حالياً تهديداً حقيقياً لأمنها القومي، وتدرك مخاطر استمرار هذا النزاع، حتى وإن كانت تميل إلى طرفٍ من الأطراف المتصارعة. لكن الوساطة الأمريكية في هذه المسألة تثير الكثير من التساؤلات، فالسلوك الأمريكي في منطقة القرن الإفريقي منذ سنوات، لم يكن يسعى لتهدئة في المنطقة، بل على العكس تماماً، أسهمت الولايات المتحدة في تعقيد مجمل هذه الملفات، مثل: الملف السوداني وملف سد النهضة مثلاً، ويمكن القول: إن الخطوة التي قامت بها مصر مع دول جوار السودان تملك حظوظاً في إيجاد حل، وخصوصاً أنها تلقى دعماً روسياً واضحاً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1131
آخر تعديل على الأربعاء, 19 تموز/يوليو 2023 20:07