هل وساطة واشنطن بين أذربيجان وأرمينيا جادة؟
حمزة طحان حمزة طحان

هل وساطة واشنطن بين أذربيجان وأرمينيا جادة؟

عاد ملف النزاع على قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا للتحرّك مجدداً مع تدخل الولايات المتحدة تحت عنوان عقد مفاوضات لحل الملف بين البلدين، لكن سرعان ما ظهرت مساعي التوتير لاحقاً، بمطالبات وانتقادات وجهت لأذربيجان حول ممر «لاتشين»، لكن بالتوازي مع ذلك برز دور روسي أكثر جديةً لعقد اجتماع ثلاثي والتوصل لاتفاق سلام خلال الفترة المقبلة.

هجوم على أذربيجان

في الـ 25 من حزيران، أعلنت الخارجيتان الأذرية والأرمنية أو وزيرا الخارجية جيهون بيراموف وأرارات ميرزويان توجها إلى واشنطن ضمن جولة مفاوضات جديدة لتسوية العلاقات بين البلدين، إلا أنها لم تثمر عن شيء يذكر، بل أنتجت بعض التوترات التي أفضت إلى خلاف يتعلق بممر «لاتشين» الإنساني والذي استخدمته كل من الولايات المتحدة وفرنسا ذريعة لانتقاد أذربيجان، في محاولة لتوتير الظروف، فشدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في 13 تموز على «ضرورة ضمان حرية الحركة للمركبات التجارية، الإنسانية، والخاصة عبر هذا الممر»، بينما قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير لوغاندر: «يجب استئناف حرية التنقل عبر الممر، بموجب قرار محكمة العدل الدولية التي بتت في هذه المسألة».

موسكو تدفع نحو اتفاق سلام نهائي

بعد يومين من الحملة الغربية على ممر «لاتشين» أعلنت وزارة الخارجية الروسية عبر بيان لها: استعداد موسكو تنظيم اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا وروسيا، من أجل بحث تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بإقليم قره باغ وعقد مفاوضات سلام، وجاء في البيان «اعترفت أرمينيا في شهر أكتوبر 2022 ومايو 2023، خلال قمم عقدت تحت مظلة الاتحاد الأوروبي، بإقليم قره باغ كجزء من أراضي أذربيجان [...] نحترم القرار السيادي للقيادة الأرمنية، لكن هذا القرار غَيّر بشكل جذري الشروط الأساسية التي تم بموجبها التوقيع على بيان قادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا في الـ 9 نوفمبر 2020، كما أثر على حالة قوات حفظ السلام الروسية المتواجدة في المنطقة [...] نعتقد أنه في ظل الظروف الراهنة، لا ينبغي تحميل دول ثالثة مسؤولية مصير السكان الأرمن في إقليم قره باغ، بل يجب أن نبدأ بالتحضير لاتفاق سلام بين باكو ويريفان على الفور، وذلك استناداً إلى الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقا» مشدداً على «التنفيذ الصارم لجميع الاتفاقات الثلاثية بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا، لتشمل فتح خطوط النقل والشروع في عملية ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان [...] والاتفاق على معاهدة سلام، وعقد قمة «روسية- أذرية- أرمينية» في موسكو في وقت لاحق، للتوقيع على اتفاق السلام».

صراع بين موسكو وواشنطن

في اليوم نفسه، أعلن رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان والرئيس الأذري إبراهيم علييف عن تكثيف العمل لحل القضايا التي بحثت في بروكسل، وذكر بيان صادر عن الحكومة الأرمنية: أنه «تم التوصل إلى اتفاق لتكثيف العمل على حل القضايا التي تم بحثها».

تشير هذه التطورات إلى أن الملف بات بخواتيمه، وأن البلدان يتجهان فعلياً نحو ترسيم للحدود واتفاق سلام أمنته ودفعت نحوه موسكو بالدرجة الأولى، ليحاول الغربيون بهذه التحركات عرقلة هذا المسار أو قطف وسرقة ثماره سياسياً لصالحهم، فإما أن يجري التوقيع في موسكو، أو بروكسل مثلاً. لكن المهم هو أن الخطوة الروسية يمكن أن تفرض توقيع اتفاق نهائي بين البلدين، وإنهاء هذا الملف الذي كان يجري النظر إليه بوصفه أحد صواعق التفجير في المنطقة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1131
آخر تعديل على الأربعاء, 19 تموز/يوليو 2023 20:09