«محاكمة ترامب» وموجة تصعيد جديدة
عتاب منصور عتاب منصور

«محاكمة ترامب» وموجة تصعيد جديدة

أنهى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أولى جلسات المحكمة بعد توجيه 34 تهمة جنائية بحقه، وانطلق بعدها إلى فلوريدا ليلقي خطاباً أمام أنصاره في منتجع مار لاغو، وبالرغم من أن المحكمة لم تطلق حكمها النهائي بعد، إلّا أن ترامب بدا مرتاحاً لسير الجلسة الأولى، التي ربما تلعب دوراً ملحوظاً في الانتخابات الرئاسية القادمة.

أشار ترامب أن اعتقاله وتوجيه التهم له كان له أثرٌ إيجابي على خططه للمشاركة في الانتخابات القادمة في 2024، وقال الرئيس السابق: «لم تكن تقييماتي بهذا الارتفاع على الإطلاق، فقد تم جمع 10 ملايين دولار لحملة [ما قبل الانتخابات]، وانتهى اليوم بخطاب مهم للغاية». هذه الكلمات والتصريحات الأخرى التي تلت جلسة المحكمة أعادت ترامب إلى الواجهة مجدداً، وخصوصاً أنه ركّز في تصريحاته على القضايا السياسية أكثر من نقاش الاتهامات التي وجهت له.

هل تمنع الاتهامات ترامب من الترشح؟

لم تتضمن قائمة الاتهامات الطويلة أيّة جرائم فيدرالية، ويركز الادعاء العام على اتهام ترامب بتزوير وثائق تجارية (من الدرجة الأولى) لارتكاب جريمة أخرى، وتعود القضية إلى أن الرئيس الأمريكي أبرم عقد «شراء الصمت» مع ممثلة إباحية، ليخفي تفاصيل علاقة جمعته بها في أثناء حملته الانتخابية في 2016، وفي الوقت الذي يسمح القانون الأمريكي بإبرام هذا النوع من العقود، يحاول خصوم ترامب استغلال إدراج هذه المبالغ تحت بند «المصاريف القانونية» ليزعموا أنه كان يزوّر سجلات تجارية، ويمكن لهذه الاتهامات- إن ثبتت فعلاً- أن تدفع الرئيس السابق لقضاء سنوات في السجن. لكن لا تمنع القضية ترشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة، فبحسب موقع البي بي سي البريطاني لا تمنع التهم الموجهة له حتى وإن تمت إدانته من دخول السباق الانتخابي، فالدستور الأمريكي لا يعتبر السجل الجنائي النظيف جزءاً من معايير الترشح لمنصب الرئيس. فقد يتم عزل المسؤولين بعد إدانتهم بارتكاب جرائم وجنح كبيرة، وهو ما لا ينطبق على قضية ترامب، وخصوصاً أن مجلس الشيوخ برأه في جلسات استجواب سابقة.

معركة ضد إدارة بايدن

يستثمر ترامب الأضواء المرافقة للمحاكمة في الهجوم على الإدارة الحالية، وأطلق في هذا السياق عدداً من التصريحات التي قال فيها: إن سياسة بايدن الحالية سوف تقود الولايات المتحدة إلى حربٍ عالمية ثالثة، وقال أيضاً: إن «الديمقراطيين اليساريين المتطرفين والنائب الذي اختاره سوروس، ظنّوا أنه بإمكانهم تخويفي، وإخافتكم من التصويت لي»، ليضيف أن الاتهامات مسيسة وتهدف لإبعاده عن الانتخابات، مؤكداً، أن ما أسماه «مطاردة الساحرات» ستنقلب على بايدن. في السياق ذاته، قال ترامب في خطابه الذي ألقاه في ولاية فلوريدا: إن «الولايات المتحدة في حالة فوضى. اقتصادنا ينهار، والتضخم خارج عن السيطرة». وأكّد، أن الدولار الأمريكي ينهار، ويتعرض لهزيمة غير مسبوقة في 200 عام مضت. معتبراً أن ذلك من شأنه إبعاد أمريكا عن مكانتها كقوة عظمى.

ما يجري يزيد من حدة الانقسام الأمريكي، فبغض النظر عن سير جلسات المحكمة القادمة والتي ستعقد جلسة الاستماع التالية في شهر كانون الأول القادم، ستبقى الأجواء مشحونة، ولن تتراجع الفرق المتواجهة، بل سيستغل فريق ترامب والإدارة الحالية، أي فرصة جديدة لوضع العراقيل. وهو ما يمكن يقود الولايات المتحدة في الأشهر القادمة إلى جولة جديدة من التصعيد.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1117
آخر تعديل على الخميس, 13 نيسان/أبريل 2023 11:08