محاولة اغتيال نائبة رئيس الأرجنتين وسط اشتداد أزمة البلاد
ملاذ سعد ملاذ سعد

محاولة اغتيال نائبة رئيس الأرجنتين وسط اشتداد أزمة البلاد

تعرضت نائبة الرئيس الأرجنتيني والرئيسة السابقة للأرجنتين في الفترة بين عامي 2007 و2015 كريستينا كيرشنر إلى محاولة اغتيال يوم الجمعة 2 أيلول، مما فتح أسئلة عديدة حول عمق المشاكل السياسية في البلاد.

من حسن حظ كيرشنر أن المسدس الذي حاول الفاعل استخدامه لم يعمل لحظة محاولته اغتيالها وسط تجمعٍ لحشدٍ من أنصارها يعلن دعمه وتضامنه معها بمواجهة تهم الفساد الموجهة لها.
حيث طالبت النيابة العامة في الأرجنتين في الـ 23 من شهر آب الماضي بعقوبة السجن لـ 12 عاماً لكيرشنر بتهم فساد والتورط بالاختلاس من الدولة، وتحويل الأموال إلى الملاذات الضريبية، تحديداً منها ما يتعلق بأموال كانت مخصصة لتطوير البنية التحتية في مدينة سانتا كروز في 2015.
بعد اعتقال المهاجم، أعلنت السلطات الأرجنتينية أن المتهم برازيلي الأصل، ويبلغ من عمره 35 عاماً، علماً أنه جاء إلى الأرجنتين في 1993 وعاش فيها منذ ذلك الحين.
من غير الواضح حتى الآن وجود أية جهة تقف خلف محاولة الاغتيال، ولم تتضح الدوافع السياسية المباشرة لهذه العملية، إلا أن المحاولة تعكس من جهة بكل تأكيد وجود أزمة سياسية عميقة في الأرجنتين، وتعكس أيضاً وجود قوى إقليمية ودولية تحاول التدخل بتطور الحياة السياسية لا في الأرجنتين فحسب، بل في كل أمريكيا الجنوبية. لكن معالجة الجذور الاقتصادية للأزمة الداخلية من شأنها تأريض كل المحاولات الخارجية للتدخل في الحياة السياسية، فالأرجنتينيون يعانون من تدهور مستمر بمستوى معيشتهم، خاصة وأن البلاد قد شهدت خلال الشهر الماضي مظاهرات عدة في العاصمة بوينس آيرس بعد إعلان الحكومة أرقام التضخم في البلاد، والتي بلغت 35.2% خلال النصف الأول من العام الجاري، طالب خلالها المتظاهرون بزيادة الحد الأدنى للأجور مما يعادل 325 دولار بالبيزو، إلى ما يعادل 744 دولار، وهي القيمة التقديرية لسلة غذاء أسرة من أربعة أشخاص، كما طالبوا بمكافأة تعادل 143 دولار بالبيزو الأرجنتيني للمتقاعدين والعمال غير الثابتين.
كما تشهد الأرجنتين صراعاً سياسياً حاداً ومتزايداً بين مختلف الأطراف السياسية من اليسار واليمين جراء هذه التطورات، ويشكل ملف الفساد المرتبط بكيرشنر أحد ساحات هذا الصراع.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1086