«لا ماكرون ولا لوبان» فرنسا تدخل مرحلة جديدة
عتاب منصور عتاب منصور

«لا ماكرون ولا لوبان» فرنسا تدخل مرحلة جديدة

لا تزال الأجواء متقلبة حتى بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، وبدأ التحضير للجولة الثانية والنهائية في 24 نيسان الجاري، فالنتائج التي لم تشكّل مفاجأة بالنسبة للبعض، كانت مرفوضة بالنسبة لشريحة واسعة من المجتمع الفرنسي الذي وجد نفسه مجدداً أمام خيارات متناقضة ظاهرياً، لكنها لا تختلف جذرياً من حيث البرامج السياسية.

انتهت الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية بحصول الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون وماري لوبان على أعلى نسبة من الأصوات، وهو ما مكّنهما من الانتقال للمنافسة النهائية في الجولة القادمة، وقد حملت الانتخابات حتى الآن نتائج وآثار لم تكن مستبعدة بالنسبة لبعض المراقبين، فمرشح اليسار الجذري جان لوك ميلانشون حصل فيها على المركز الثالث مجدداً، لكن هذه المرة كان الفارق بينه وبين لوبان لا يكاد يذكر، فقد حصلت الأخيرة على 23.1% في مقابل ميلانشون الذي حصل على 22% بفارق بسيط يقارب الـ 400 ألف صوت بعد أن شارك في هذه الانتخابات أكثر من 34.5 مليون ناخب.

مظاهرات ومحاولات لخلط الأوراق

خرجت مظاهرات في عدد من المدن الفرنسية، وقد شارك الطلبة والسترات الصفراء في عددٍ منها، تحت شعارات ترفض الوقوف إلى جانب أيٍ من المرشحَين الحاليَين، ورفع المحتجون شعارات «لا ماكرون ولا لوبان» وشعارات أخرى مناهضة للفاشية، وفي الوقت ذاته تجري محاولات حثيثة لإشغال الشارع بمعارك وهمية بين ماكرون ولوبان على أمل زج قوى الشارع في مجابهات لا تفضي إلى نتائج جذرية، فيحاول ماكرون دفع بعض القوى إلى الشارع للتنديد باليمين المتطرف، وتقوم لوبان في إطار حملتها بإطلاق تصريحات استفزازية من شأنها شد قوى اليمين إلى جانبها، واستفزاز القوى المقابلة لتكتمل عناصر المعركة الوهمية الجارية.
وما يجري تغييبه إعلامياً، أن أكثر من 7 ملايين فرنسي من الذين صوتوا لصالح ميلانشون يضاف إليهم بعض أصوات المرشحين الآخرين، أو أولئك الذين رفضوا المشاركة في الجولة الأولى، يميلون إلى رفض نتائج المسرحية الحالية، ويعملون على تنظيم حركة احتجاجية واسعة، والتي ستنجح في الحد الأدنى من تدعيم الحركة الاحتجاجية الفرنسية الواسعة في السنوات الماضية، والتي يجري بلورتها بشكلٍ أكثر جذرية في الظرف الحالي الحساس داخلياً ودولياً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1066