تكرار تدمير ليبيا في القرن الإفريقي...
التحالف الأسود لأجل السلام التحالف الأسود لأجل السلام

تكرار تدمير ليبيا في القرن الإفريقي...

للمواقف السياسية «الأبوية» التي تأخذها الحكومة الأمريكية تجاه إفريقيا تاريخ طويل من التحوّل إلى عواقب وخيمة على جماهير الشعوب الإفريقية. قبل عقد من الزمان كان عدد من الأشخاص الذين يشغلون اليوم مناصب في الإدارة الأمريكية شركاء في تدمير ليبيا من قبل الولايات المتحدة والناتو. وقد برروا عملهم في حينه بحماية النشطاء «المؤيدين للديمقراطية».

ترجمة: قاسيون

وكما فعلت قبل مهاجمة ليبيا، تستخدم الإمبرياليّة الأمريكية سلاح التضليل والمعلومات المشوهة لاستغلال وتعقيد الوقائع السياسية في القرن الإفريقي، لخلق ذريعة لمزيد من التدخل المباشر. يأتي تصريح بلينكن: «إذا فشل المسؤولون عن حلّ الأزمة في تيغراي في عكس مسارها، فعليهم توقع المزيد من الإجراءات من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. ندعو الحكومات الأخرى إلى لانضمام إلينا في اتخاذ هذه الإجراءات»، في ذات هذا السياق.
تستخدم الولايات المتحدة حادثة هجوم «جبهة التحرير الشعبية لتيغراي» على القاعدة الفدرالية التي أشعلت النزاع، كأداة أمر واقع تبرر من خلالها سياساتها «للتدخل الإنساني» في إثيوبيا. لكن في واقع الأمر فالولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية هي المسؤولة الأولى عن الإساءة لحقوق الإنسان وحق تقرير المصير لشعوب القرن الإفريقي وكامل دول الجنوب العالمي.
نحن ندين أيّ عنف عسكري أو قتل غير شرعي أو عنف جنسي أو تهجير أو سرقة أو تمييز أو اعتداء أو ابتزاز تمّت ممارسته من قبل أيّة جهة بحقّ أهل تيغراي الأبرياء أو بحق أيّ إثيوبيّ أو إريتريّ آخر في هذا النزاع المستمر. وندعم أيّة مبادرة سلام تجمع بين أطراف وشعوب إثيوبيا وإريتريا ومنطقة القرن الإفريقي الأوسع.
الولايات المتحدة والناتو لا يملكون أيّ تعاطف تجاه حياة السود في القرن الإفريقي أو في أيّ مكان آخر، فاهتماماتهم دوماً تعكس أنانيتهم وعنصريتهم ومصالحهم الجيو- سياسية. في إثيوبيا وإريتريا مصالحهم هي:
السيطرة والتأثير على مضيق باب المندب بوصفه نقطة عبور حساسّة لتأمين مرور الطاقة العالمية،
زعزعة الوجود الصلب للصين في المنطقة.
فرض «قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا AFRICOM» على البلد الوحيد الذي رفض سيطرتها: إريتريا.
ليست إفريقيا متخلفة ومليئة بعدم الاستقرار السياسي والعسكري لأنّ أوروبا الغربية والولايات المتحدة ليسوا موجودين بشكل كافٍ فيها، وكلّ من يعتقد بذلك فهو يعتقد بالضرورة بأنّ السود متوحشون أقلّ شأناً من غيرهم من البشر. الحقيقة أن إفريقيا هي ما عليه تحديداً بسبب عقود من الاستعمار القديم والجديد من أوروبا الغربية والولايات المتحدة، وأيّ تصرّف إفريقي يضفي الشرعية على استمرار هذا الاستعمار يجب أن يُنظر له إمّا كمعبّر عن جهل شديد أو عن انتهازيّة غادرة.
تتضمّن السياسة الخارجية الأمريكية في إفريقيا على الدوام تطويق أيّ جزء من القارة يشكل تهديداً لمصالحها الجيو- إستراتيجية ضمن حروبها الأبدية، وهذا ما تحاول فعله عبر تدمير القرن الإفريقي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1024
آخر تعديل على الأربعاء, 30 حزيران/يونيو 2021 12:53