بين فنزويلا وإيران: الهند تخالف واشنطن
عليا نجم عليا نجم

بين فنزويلا وإيران: الهند تخالف واشنطن

بينما تتوهم واشنطن بمقدرتها على الاستمرار بدور شرطي العالم وتحديد مساراته، من خلال التهديدات وفرض العقوبات، يبدو أن دولة آسيوية كبرى، غير الصين، لا تتماشى مع الهوى الأمريكي.

كثيرة هي المؤشرات على أن الهند غير خاضعة تماماً للإرادة الأمريكية، ولكن بما أنّ فنزويلا وإيران أصبحتا عنوانين أساسيين على الصعيد الدولي فمن المفيد استيضاح موقف الهند الرسمي بهذا الخصوص، بما يتيح تقييم تغيّر موازين القوى في العالم عموماً، وفي آسيا تحديداً.

تعزيز التعاون مع إيران

تحاول الهند وإيران إدارة تأثير الانسحاب الأمريكي من «الاتفاق النووي الإيراني» وإعادة فرض العقوبات، على علاقتهما الثنائية. كانت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى الهند بين 7 و9 من شهر كانون الثاني الماضي محاولة لإعطاء دفعة لمختلف جوانب العلاقة الثنائية، ووصفها ظريف بأنها كانت زيارة «منتجة». عندما رفعت إدارة أوباما العقوبات الأمريكية عن إيران، زادت الهند حصتها من واردات النفط الإيراني من 7 إلى 13%. وفي عام 2018، عندما أعادت إدارة ترامب فرض العقوبات على النفط الإيراني، مُنحت الهند إلى جانب دول أخرى، إعفاءات تسمح لها بمواصلة استيراد النفط الإيراني لمدة 180 يوماً. ومع اقتراب الموعد النهائي للإعفاءات، يعمل المسؤولون الهنود مع نظرائهم الإيرانيين على إيجاد طريقة لتقليل تأثير تلك العقوبات. وتتمثل إحدى الآليات التي تم الاتفاق عليها في دفع مستحقات النفط الخام الإيراني بالروبية الهندية، والتي ستستخدمها إيران في تصدير السلع الإنسانية غير الخاضعة للعقوبات مثل: المواد الغذائية والأدوية من الهند.

شراء النفط الفنزويلي رغم تهديدات واشنطن

من جهة أخرى، ورغم التهديدات الأمريكية للدول والشركات من شراء النفط الفنزويلي، أعلن وزير النفط في دولة مانويل كيفيدو أثناء زيارة للهند أنّ فنزويلا تريد بيع المزيد من النفط لها. بينما قال رافيش كومار، المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية، أن «فنزويلا هي عضو في منظمة أوبك وفي منتدى الدول المصدرة للغاز... ستحدد الاعتبارات التجارية والعوامل ذات الصلة قيمة التجارة التي لدينا مع أي بلد». وحسب المعلومات المتداولة فإن الشركات الهندية مازالت تشتري من فنزويلا أكثر من 400 ألف برميل نفط يومياً.
وفي حين أن واشنطن ودولاً أخرى قد اعترفت بخوان غوايدو رئيساً مؤقتاً لفنزويلا، فقد اكتفت الهند بإصدار بيان دعت فيه إلى إيجاد حلي سلمي داخلي في فنزويلا من خلال الحوار، وأكدت على أن الهند وفنزويلا تتمتعان بعلاقات وثيقة

آخر تعديل على الإثنين, 18 شباط/فبراير 2019 13:38