رصيد «11 أيلول» اُستهلك ونفد
يزن بوظو يزن بوظو

رصيد «11 أيلول» اُستهلك ونفد

إن أحداث 11 أيلول في الولايات المتحدة عام 2001، وما قبلها وما نتج بعدها لا يعد لا نقطة ولا حتى فاصلة، بل هو تطور طبيعي لإمبرياليةٍ كانت ولا تزال تبحث عن مخرجٍ لأزمتها، بأية وسائل وذرائع ممكنة، ولكنها كانت مؤشراً جديداً وواضحاً على تعمق التناقضات، ودخول مرحلة التراجع الأمريكي عملياً، حيث لم تأتِ هذه الأحداث إلا لشراء بعض الوقت وتأخيره قدر المستطاع أملاً بمعجزة ما، تُبقي مركز الرأسمالية دون أزمات.

17 سنة مرت على أضخم حدث «إعلامي» عالمياً، حاول الأمريكيون تسويقه كنقطةٍ ومنعطفٍ تاريخي، يتذرعون به تبريراً لكُل الإجراءات الداخلية والخارجية التي تلته، وظهور ديباجة «الحرب على الإرهاب» التي أدرَّت ثروةً ووقتاً عبر مختلف الحروب التي بدأت تحت هذا العنوان منذ حينه وحتى الماضي القريب... إلّا أن مفعول هذه الوصفة انتهى والأزمة الرأسمالية لم تُحلّ، و«الإرهاب» خلّف أسماءً أخرى غير «القاعدة»، والتراجع بقي مستمراً...
إن أحداث 11 أيلول في الولايات المتحدة عام 2001، وما قبلها وما نتج بعدها لا يعد لا نقطة ولا حتى فاصلة، بل هو تطور طبيعي لإمبرياليةٍ كانت ولا تزال تبحث عن مخرجٍ لأزمتها، بأية وسائل وذرائع ممكنة، ولكنها كانت مؤشراً جديداً وواضحاً على تعمق التناقضات، ودخول مرحلة التراجع الأمريكي عملياً، حيث لم تأتِ هذه الأحداث إلا لشراء بعض الوقت وتأخيره قدر المستطاع أملاً بمعجزة ما، تُبقي مركز الرأسمالية دون أزمات.
دُمى الإرهاب والذرائع
«القاعدة» أم «النُصرة» أم «داعش»، و«أسلحة الدمار الشامل» أو «مسرحيات الكيماوي»، جميعها أسماء وأشكال مختلفة لأدوات وذرائع واحدة بمهامٍ مختلفة: صُنع الفوضى، إشعال بؤر توتر، تبرير الاحتلال، فتح سوق تجارة السلاح، وريع الدولار، وتثبيت «الديمقراطيات الأمريكية» تلك التي تجعل من الحكومات موظّف جباية يجمع ثروات بلاده لمصلحة الغرب... ولكن ما كان يوماً احتلالاً مباشراً ووقحاً على زمن «القاعدة»، قد لُجم على زمن «داعش»، وما بُذل على صُنع هذه الدمى قد بات عبئاً وحملاً، لتصبح هذه الأدوات اليوم ذريعة يغطي الأمريكي بها تراجعه، وتبدأ- مع توازن القوى الجديد- الحرب فعلياً على ديباجة «الحرب على الإرهاب» بحامليها الدولييّن، تلك القوى الصاعدة الجديدة، التي ساعدت في القضاء على «داعش» بعد سنتين من إعلان واشنطن على أن القضاء عليها قد يستغرق ثلاثين سنة!
سكة القطار وجهته واحدة
اليوم، وبعد حوالي العقدين من الحروب الأمريكية بشكليها المباشر وغيره، لم تنشأ أيّة نتيجة جديدة، ليتهاوى شيئاً فشيئاً ذاك التيار المتشدد في الإدارة الأمريكية، يحل محله انقسام أمريكي واضح ةيتضح أن لا مهرب من التراجع، وأفضل خطة هي: تنظيم العملية بأقل الخسائر الممكنة، واستثمار ما بقي من تلك الأدوات السابقة كغطاءٍ يحمل انتصارات إعلامية.
نحو موت المنظومة الرأسمالية
لا حل للأزمة الرأسمالية، فحتى وإن جرى بمعجزة ما تأخر تماوتها قليلاً، فسوف تُفرز بطبيعتها أزمات أكثر وأعمق مما سبقها، ولا حل لنا جميعاً مع الرأسمالية إلا بتغييرها كلياً، الأمر الذي تنادي به جميع الشعوب اليوم، وستتعاظم ضرورة هذه الحاجة من مجرد نداء إلى اصطفافات وتنظيمات شعبية سياسية حقيقية، بآليات وأدوات تناسبها، لتقضي بها على هذه المنظومة، وتُنشئ جديدها.