إضراب الكرامة على طريق الانتفاضة الثالثة

إضراب الكرامة على طريق الانتفاضة الثالثة

فتح «إضراب الكرامة» الباب واسعاً لمواجهة مستمرة مع الكيان الصهيوني داخل سجون الاحتلال وخارجها، وسط تحركات شعبية متواصلة في الضفة الغربية وقطاع غزة بأشكال مختلفة وصلت حد الصدام المباشر مع قوات الاحتلال، واحتمال تطور هذه المواجهة في الأيام القادمة.

 

يدخل المضربون عن الطعام أسبوعهم الثالث، مع ازدياد أعداد المضربين، حيث وصل في اليوم الحادي عشر من الإضراب، أي يوم الخميس الماضي 27/4، إلى ما يزيد عن 1500 أسير، رغم الضغوط المتزايدة من قبل قوات العدو التي استنفرت أجهزة أمنها ووزراءها وقضاءها لمواجهة تحركات الأسرى الفلسطينيين...

من الضفة إلى القطاع

تضامناً مع حركة الأسرى، أغلقت المؤسسات الحكومية والخاصة والمحال التجارية أبوابها في مختلف مناطق الضفة الغربية، إضافة إلى الجامعات والمدارس، واستثني من الإضراب قطاع الخدمات الطبية، وذلك الخميس الماضي 27/4. كما أعلنت نقابة النقل والمواصلات، إضراباً شاملاً، تزامن مع وقفات تضامنية مع الأسرى ومسيرات في مناطق الضفة الغربية كافة.

هذه التحركات في الضفة الغربية، قوبلت باعتداءات همجية من قبل قوات الاحتلال، فأصيب مواطنون ظهر الخميس بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، جراء قمع قوات الاحتلال مسيرات تضامنية خرجت في عدة مدن في الضفة الغربية، وأصيب ثلاثة مواطنين بالرصاص الحي شمال مدينة رام الله، وكذلك قمعت قوات الاحتلال فعالية تضامنية قرب سجن عوفر، في رام الله، بينما منعت الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله وصول مسيرة تضامنية مع الأسرى إلى محيط مستوطنة «بيت إيل».

وقبل ذلك، في يوم الأربعاء الماضي 26/4، شهد قطاع غزة تحركات مشابهة، حيث دعت الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية إلى إجراء إضراب تجاري شامل، وإغلاق كافة المحال التجارية والتوجه إلى خيمة الاعتصام المقامة في «ساحة السرايا» لمؤازرة الأسرى في مطالبهم الشرعية، كما أعلنت نقابة الموظفين العموميين، الإضراب العام في جميع المرافق والمؤسسات الحكومية باستثناء المرافق الصحية.

ويذكر أن اللجنة الوطنية لمساندة الإضراب قررت مقاطعة شاملة للبضائع والسلع المصنعة في كيان العدو طيلة مدة الإضراب، وطالبت التجار أن يتوقفوا فوراً عن جلب تلك البضائع وضخها في الأسواق الفلسطينية. كما دعت المواطنين التوقف كلياً عن شراء هذه البضائع التي ما زالت في الأسواق، مطالبة التجار وأصحاب المحلات إخفاء هذه البضائع من على رفوف محالهم التجارية.

فتيل الانتفاضة الثالثة

تأتي أهمية إضراب الأسرى، في ظروف قيامه وتوقيته، باعتباره جزء من حراك شعبي متصاعد، بدأ بالتحركات الواسعة خلال العام الماضي، واستمر بعمليات الاستهداف المتواصلة لقوات الاحتلال داخل أراضي الـ48، ثم بداية تشكيل ألوية «حراك شعبي شبابي»، بريادة الشهيد باسل الأعرج ورفاقه، ويستكمله الأسرى اليوم من سجون الاحتلال، بدعم شعبي متصاعد، هذه الأحداث تشكل بكليتها مرحلة جديدة من النضال، ضمن معطيات داخلية وإقليمية ودولية جديدة، تسمح بتثمير كافة هذه النضالات بما يخدم قضية الشعب الفلسطيني وتطلعاته.

هذه الحالة المستجدة والمتصاعدة عبَّر عنها القادة الفلسطينيون المحتجزون في سجون قوات العدو، بالتشديد على أن معركة الأسرى هي جزء من معركة الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والعودة والاستقلال والكرامة، داعين إلى حركة وطنية متصاعدة وشاملة في عموم الأراضي الفلسطينية.

هذا الإضراب بما يحمله من دعم شعبي، واهتمام إقليمي ودولي على المستوى السياسي والمنظمات الإنسانية، يشهد أيضاً على حالة متقدمة من التنظيم في داخل السجون، وأشكال التضامن خارجه، ذلك بالاستفادة من أرشيف نضالي هائل في هذا الصدد، وبالتالي، يمكن القول اليوم أنه من الصعب التنبؤ بنتائج هذه الحركة النضالية، ضمن الأشكال التقليدية التي انتهت إليها الحركات المشابهة، لكن المؤكد هو أن الحركة النضالية القائمة والمستمرة، استفادت من تجاربها السابقة مشفوعة بظروف إقليمية ودولية راهنة تسمح بالتقدم والتثمير على مستوى القضية الفلسطينية ككل.

معلومات إضافية

العدد رقم:
808