الأسير المحرر أنور ياسين: «سيندم المتعامل في العراق كما ندم في لبنان»

«أينما وجد احتلال ستقوم بوجهه مقاومة، وسيندم كل متعاون مع الاحتلال في العراق كما ندم كل من تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي في لبنان». هذا ما رد به الأسير المحرر أنور ياسين الموجود في سويسرا للمشاركة في الدورة الستين للجنة حقوق الإنسان، بعد ان قامت مجموعة من العراقيين من حضور ندوته في مدينة زوريخ بالاحتجاج على ما ذكره من مشروعية المقاومة العراقية ورد احدهم على ياسين أن «تحرير العراق من صدام هو فعل نضالي أميركي» وانه يجب ان يقام تمثال لكل جندي أمريكي يسقط في العراق. ولقد أصاب الامتعاض بقية الحضور، فما كان من الأسير المحرر إلا ان رد مجدداً التحية إلى المقاومة العراقية والانتفاضة.

وكانت الندوة التي عقدت في زوريخ في ختام جولة الوفد اللبناني الشعبي المؤلف من أنور ياسين من بسام القنطار ومحمد صفا أمين سر لجنة المتابعة لدعم المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، من تنظيم المركز الثقافي العربي السويسري «غاليري الأرض». وكانت قد بدأت بكلمة ترحيبية للمركز المضيف، تلتها مداخلة لبسام شقيق الأسير سمير القنطار استعرض فيها السيرة الذاتية لشقيقه منذ اعتقاله العام 1979 وحتى اليوم، شارحاً النضالات التي خاضتها الحركة الأسيرة العربية داخل السجون الإسرائيلية. كما حيا القائمين على جميع النشاطات التي ستقام في أوروبا في أسبوع التضامن مع شقيقه لا سيما في ألمانيا والنروج وفرنسا وبلجيكا. وفي معرض الرد على سؤال حول خلفية عملية التبادل الأخيرة واستثناء القنطار منها أكد شقيق الأسير ثقته الكاملة بالمقاومة في لبنان قائلاً: «ان المقاومة حين تتكلم فإن كلامها يكون كلام الأوفياء الذين لا يتركون الأبطال عرضة للظلم وللقهر وللسجن».

 

وشكل اللقاء مساحة لعرض خلاصة تجربة ياسين من زاوية تأثير الخلفية الأيديولوجية للأسير على مدى تفاعله مع واقع الحياة النضالية داخل المعتقل. وأشار ياسين الى ان وجوده «كشيوعي في المعتقل يتقاسم رغيف الخبز نفسه مع رفاقه من حركة (حماس) و(الجهاد الإسلامي) وغيرها، أسهم في إغناء التفاعل السياسي والنقاش العقائدي بيننا ولم يؤدّ الى العزلة أو النبذ». وردّ ياسين على سؤال حول الفرق بين السجون العربية والسجون الإسرائيلية وأسباب «تمتعك بطلة شبابية برغم مرور 17 عاماً على اعتقالك»، بالقول ان الحركة الأسيرة في فلسطين «واجهت وتواجه نظاما عنصريا صهيونيا أعتى وأظلم بكثير من أي نظام عربي، إلا ان الفرق يكمن في تراكم التجربة النضالية للحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية التي استطاعت ان تحقق الإنجاز تلو الإنجاز، على عكس الأسرى في السجون العربية الذين يبحث غالبيتهم عن الخلاص الفردي بعيداً عن العمل النضالي المشترك بوجه السجان».