أزمة شاملة للكيان الصهيوني.. وتصاعد المقاومة

لا تزال سياسة القيادة الصهيونية في فلسطين، منذ إنشاء دولتها قائمة على إرهاب الفلسطينيين وتشريدهم عن وطنهم حتى يتسنى لها الاستيلاء على المزيد من الأراضي تحت مسميات مختلفة، وكان الجدار الفاصل و «الحل الجذري» الذي اخترعه شارون جاء في سياق تحقيق الأهداف التوسعية الصهيونية وهي:

1. تهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين عن ديارهم بالقوة وإحلال صهاينة جدد محلهم.

2. خلق واقع استعماري على الأرض يصعب على أي مفاوض فلسطيني الوصول إلى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني التي تتمثل بـ:

■  انسحاب إسرائيل إلى حدود 4 حزيران عام 1967.

■  إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

■  إلغاء جميع المستوطنات التي بنتها إسرائيل منذ احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة.

■  عودة اللاجئين إلى وطنهم وديارهم.

ردود الفعل على «الحل الجذري»

ولقد أثار الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة بالذات وسقوط العشرات من القتلى والجرحى، فضلاً عن الهدم والدمار ردود فعل مختلفة:

1. فالقيادة الفلسطينية الرسمية لا تزال ردود فعلها تتوزع بين الاحتجاج على هذا الاجتياح ونتائجه وإصدار التصريحات، وبيانات التنديد والاستنجاد باللجنة الرباعية، ومجلس الأمن والتوسل من الولايات المتحدة ـ حسب تعبير وزير خارجية قطر ـ  للضغط على ذراعها العسكرية لإيقاف العدوان!! أما التفكير بدعودة الفصائل جميعها للالتقاء والتباحث المشترك وتوحيد الصفوف للرد على هذا العدوان فهذا مالم يخطر ببالها قط.

2. أما في الجانب الإسرائيلي فقد برزت تباينات في الموقف حول هذه الهجمة الجديدة، بين مؤيد لها وبين ناقد. فالوزير عوزي لانداو من حزب الليكود دعا إلى استمرار سياسة الاغتيالات، وأن الإرهابيين ـ أي المقاومين ـ  لا يتمتعون بأي نوع من الحصانة، بينما قال عامير رابورت الذي نشر مقالة في صحيفة «معاريف» بعنوان «إسرائيل أصيبت بالجنون» قال فيها: «مرة أخرى يعيد ذلك طرح القضية  التي أثارها الطيارون في سلاح الجو الإسرائيلي الذين أعلنوا رفضهم القيام بعمليات تصفية في الأراضي الفلسطينية بسبب تعرض مدنيين أبرياء للخطر أثناء الغارات الجوية في مناطق سكانية كثيفة، مثل مدينة غزة».

3. الصمت العربي الرسمي والدولي.

4. الدعم الأمريكي المكشوف داخل الأمم المتحدة وخارجها.

الأزمة الشارونية

إن تصعيد شارون عدوانه يعكس أزمة شاملة في جيشه وحزبه وحكومته، كما تشمل الوضع الاقتصادي الكارثي الذي أدى إلى قيام مظاهرات وإضرابات واسعة، فضلاً عن بروز تغيير في أمزجة الإسرائيليين. فهل سينجح شارون في تحقيق «حله الجذري»؟ بالتأكيد لا.

الرد الشعبي الفلسطيني

أما الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة فكان صوتهما عالياً وقوياً وغاضباً وأكثر تصميماً على رد العدوان وإفشاله.

فلجان  المقاومة الشعبية دعت كل أجنحتها العسكرية إلى «الثأر» من الجرائم الإسرائيلية، وأكدت  بأن الرد قادم لامحالة، كما دعت السلطة الفلسطينية إلى الوقوف مع الشعب وتبني خيار المقاومة ونشر حالة الاستنفار بين جنودها وخصوصاً قوى الأمن الوطني الفلسطيني، وأكدت استطلاعات الرأي على أن أكثر من 75 % من الفلسطينيين هم مع استمرار المقاومة ومع العمليات الاستشهادية، كما أن التأييد الشعبي لقوى المقاومة التي رفضت إلقاء السلاح في تصاعد.

المقاومة تتطور

إن المقاومة الفلسطينية، بالرغم من تعرضها للضغوط السياسية، والاعتداءات الشرسة فمازالت قوية وهي تتطور في خطوات حثيثة، وإن استمرارها واتباع نهج جديد نوعي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ستفشل جميع المخططات الاستعمارية والصهيونية وستجعلها هباء منثوراً وسينظر إلى هذه المقاومة بأنها حق مشروع للشعب الفلسطيني المطالب بحريته واستقلاله وستغدو خطة «الحل الجذري والجدار الفاصل» أثراً بعد عين كما اندثرت الخطط  الأخرى. 

■  محرر الشؤون العربية

 عادل الملا

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.