خاص قاسيون - أنطاكيا خاص قاسيون - أنطاكيا

تركيا.. الحكم ليس لأردوغان ولا لأوغلو أو للجيش بل لأوباما وكلينتون وبطرس

منذ أسبوع قامت هيلاري كلينتون بزيارة إلى تركيا وقام النظام والإعلام المؤمركين والمؤسسات التابعة لها بالتصفيق دون خجل.

وقد بقيت كلينتون في تركيا ليومين زارت خلالهما كل أركان الدولة والأحزاب الموجودة والرأسماليين والأحزاب المتخاصمة مع البرلمان ورجال الدين المسيحيين.. وقامت بزيارة مدير الإتحاد الرياضي لكرة القدم، واستقبلها الحكام والمدربون واللاعبون بطابور منظم للقيام بواجبهم في الاستقبال. وبدأت بالتحدث والتحقيق معهم حول علاقات تركيا مع «إسرائيل»، ومشكلة ليبيا... وحتى أنها تدخلت وسألت عن الاعتقالات التي كان سببها الفساد في الاتحاد الرياضي!!

العملاء وقفوا خائفين أمام أسيادهم مطأطئين رؤوسهم وهم في غاية السعادة لمقابلة كلينتون، التي التقت البعض لمدة نصف ساعة والبعض الآخر لمدة ربع ساعة والبعض الآخر لمدة عشر دقائق.. وكان الجميع سعداء كالأطفال الصغار..

التقت رئيس الحزب الجمهوري لأقل من نصف ساعة والتقت هناك أيضاً في اسطنبول (غران أونيل) ورؤساء الأحزاب الأخرى وكانت الفرحة تعم على الجميع ولذلك تعمل السيادة الامبريالية كما تشاء ولا يمكن للخدام أن يفعلوا شيئاً ضدها، فكلينتون أعطت الأوامر ورحلت.

منذ ستين عاماً وهم يحكمون تركيا عن طريق العملاء (أمريكا حاكم بلدنا): وقد رأينا ذلك عندما زارت كلينتون بلدنا وقابلت العملاء.

وخلال هذه السنوات عشرات الأحزاب قادت تركيا وتغير رؤساء المجلس والوزراء والجيش، وكل هذا التغيير كان تحت شعار التعددية الحزبية والديمقراطية، ومع ذلك حدث انقلاب في 12 آذار 1971 وانقلاب آخر في 12 أيلول عام 1980 مع تغير عدة أحزاب بالحكومة. ولكن الذي لم يتغير هو الحكم الأمريكي الذي ظل مسيطراً، وعندما تتشكل الحكومة التركية تشكلها أمريكا بعناية ودراسة ولكن من وراء الكواليس دون أن يشعر بها أحد، والأوامر لا تأتيهم الآن من أوباما بشكل واضح ومباشر ولكن بطرق متعددة وهم يبدؤون بالتنفيذ والشيء الوحيد الناقص في حكم أمريكا لتركيا هو تعيين والٍ مباشر ليمارس الحكم. وأصلاً في أكثر الأحيان تركيا تنظم وكأنها مقاطعة أمريكية.

الدول التي تعاني من الاحتلال غير المباشر يكون حكامها عملاء ويجب أن يكونوا مقاتلين ومحاربين حتى يستطيعوا أن يتقلدوا الحكم من أجل تنفيذ جرائم الامبريالية، ومن هذا المبدأ كل من يريد تشكيل حزب جديد عليه زيارة أمريكا لأخذ الموافقة كما فعل أردوغان ليأخذ الموافقة وهناك يشرحون له كيف سيكون الخادم المطيع. 

كلينتون تضع العملاء بمحاذاة بعضهم صفاً واحداً:

وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اشتركت في اجتماع تحت اسم اجتماع ليبيا ولكن الاجتماع كان من أجل اقتحام الشعب السوري والليبي. وكان لكلينتون أيضاً خارج هذا الاجتماع عمل آخر فقد اجتمعت مع كل المسؤولين الأتراك وتحدثت معهم بمشاكل تركيا ولم تترك شيئاً ولم تتدخل فيه مثال: عندما التقت داوود أوغلو وطيب أردوغان كان حديثها معهم كالأوامر (أصلحوا علاقاتكم مع إسرائيل) و(حلوا مشاكلكم مع الأرمينيين) والتقت مع رجال الدين المسيحيين وتحدثت معهم عن مشاكلهم وتحدثت مع الحزب الجمهوري عن القسم في البرلمان ولم تترك شيئاً ولم تتحدث فيه وحتى اعتقالات الرياضيين والفساد في الاتحاد الرياضي تدخلت فيه وهذه الطريقة في التعامل ليست خافية على أحد.

إنها التدخل في السياسة الداخلية للبلد وتنظيمها وتوجيه الأوامر لخدمتها وتحقيق مصالحها، وهذا توجيه مباشر من وراء الكواليس. فهم يحكمون البلد وينظمونها كما يريدون من وراء الكواليس.

زار عشرات الامبرياليين من صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وحلف الأطلسي، ومسؤولون من الاتحاد الأوروبي، تركيا والتقوا مع من أرادوا من المسؤولين والتقوا الاوليغارشية التركية وفرضوا عليها الأوامر والأعمال التي يريدونها، والحكومات التركية توافق دائماً على التنفيذ لأنها العميل الأول، وهؤلاء المسؤولون الامبرياليون يقومون بزياراتهم بناء على طلب وتوجيه من أمريكا والأوامر التي يطلبونها هي أصلا أوامر أمريكية.

عندما التقت كلينتون حزب العدالة والتنمية والحزب الجمهوري وحزب السلام الديمقراطي والحزب القومي الفاشي رسمت لهم الشكل الذي يجب أن يتعاملوا به، وعندما تحدثت مع الإعلاميين قالت: أمريكا دائماً حليفة لتركية وإذا تعرضت هذه البلد لأي اعتداء أو مضايقة فأمريكا ستدعمها وقالت علاقتنا مع تركيا كالصخر وارتباطنا وصداقتنا عميقة جداً.

السيد (أمريكا) طلبت من حزب العدالة والتنمية أن يكون صديقاً لها وطالما هو كذلك هي تدعمه وهذا التضامن أعطى للعدالة والتنمية قوة جعلته يعامل شعبه بأسوأ طريقة ممكنة. 

«أذهب إلى إفريقيا والشرق الأوسط»:

كان لقاء كلينتون مع المسؤولين في أجمل الأماكن وأفخم القصور وأرقاها والتقت مع الجمعيات الرأسمالية المتناقضة ولم يبدُ أن في تناقضهم أية مشكلة لأنها فرضت عليهم تناسيه فالأهم هو خدمة الامبريالية وهذه الجمعيات قبل أن تلتقي كلينتون التقت بالمستشار الأمريكي الذي أعطاهم درساً بطريقة تعاملهم مع الوزيرة، حيث قال لهم إن تركيا يجب أن تقدم معاملات تجارية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط والدول الإسلامية لأن تركيا دولة إسلامية وهذا يساعدها على الدخول إلى هذه المناطق.

والعلاقات بين تركيا وأمريكا يجب أن تمتد لتشمل كل هذه الدول التي تستطيع تركيا بناء علاقات تجارية معها وهذا من أجل التجارة.

يطالبون ويطالبون ويطالبون والحكام العملاء ينفذون وينفذون وينفذون وأمريكا تحكم البلد.