داليا أكوستا داليا أكوستا

الريفيات الكوبيات: «كنا كائنات بلا حافز، والآن..»

«كنا كائنات بلا حافز، والآن نستيقظ برغبة في إنتاج ما يمكن أن نريه للآخرين ونتبادله معهم». بهذه الجملة لخصت ماريا فاليدو حماسها لبرنامج صممه فريق من الباحثين الكوبيين، أتاح لها ولمئات الريفيات فرصة التحول من روتين البيت للبرهنة على قدراتهن كنساء أعمال.

ما تقصده ماريا فاليدو، 47 سنة، هو «برنامج تحديث الزراعة المحلية» الذي جاء وليدة بحوث فريق من العلماء الكوبيين المتخصصين، وأصبحت غايته إتاحة حيز أكبر للريفيين في سياسة إنتاج الغذاء، وحصل على دعم الجامعات ومراكز البحوث والمنظمات الأهلية الكوبية والدولية.

وشرحت ماريا فاليدو وزوجها أغوستين أنهما فوجئا بوصول خبراء المعهد الوطني للعلوم الزراعية إلى مزرعتهما الصغيرة في سان أندريس، على بعد 125 كلم من العاصمة.

وقالت «في البداية، رأيناه كشيء غريب، لكننا بدأنا بالبذور التي أحضروها، والآن أصبح شيئاً جاداً». وبدأت تجربتها في إطار مشروع لإنتاج العلف بتخمير أنواع من الفاصوليا والصويا والذرة وغيرها. فساعد إنتاج العلف لتربية الخنازير على رفع دخل الأسرة التي لم تعد في حاجة إلى الاعتماد على تموين الدولة منه. وتقدم وضعها المادي جراء تحسن أحوال التربة وتنويع إنتاج اللحوم والخضروات.

وتدريجياً، شجعت الخبرة المكتسبة في تبادل منتجاتها مع غيرها من المنتجين، ماريا فاليدو على إعداد بستان لعائلتها وإنتاج محفوظات الطماطم والمانغو والحوامض للاستهلاك المنزلي.

وأكدت أن «المرأة التي تلتحق بالبرنامج يمكنها تحسين أوضاعها المادية، فلن تعتمد على السوق» وشرحت أنها تشترى فقط ما لا تنتجه في أرضها «وهو صحي أكثر، فأنا لا استخدم مواد كيماوية».

أثارت فكرة بيع المنتجات المحفوظة كمصدر للدخل حماس زويلا بلاستنسيا، 42 سنة، المقيمة في سان أندرس التي تأوي 3500 نسمة في مزارع صغيرة، ربعها محروم من الكهرباء، حيث تغلب زراعة البقاء في تربة متدهورة بسبب ممارسات غير سليمة وندرة المياه.

واشتهرت زويلا بترويجها النشيط لإنتاج المأكولات المحفوظة بأساليب حرفية وتحضير خليط من بهارات ونكهات الطهي للاستهلاك المحلى. وقالت إنها تفكر في إقامة صناعة زراعية صغيرة تتيح فرص العمل للشبان والنساء.

وبدورها ذكرت أنيا يونغ، أخصائية بالمعهد الوطني للعلوم الزراعية ومنسقة مهرجان الابتكار الزراعي المحلى الذي أقيم مؤخرا في سان أندريس، أن «المرأة في هذه المنطقة عاشت عادة على العمل بدون أجر، فلم يكن أمامها سوى أن تكون ربة بيت».

وكانت الأخصائية قد أتت إلى هذه المنطقة مبدئياً للتشجيع على إنتاج الزهور وأشجار الفاكهة، لكنها فوجئت بالطلب الكبير على التدرب على إنتاج الأغذية المحفوظة والبهارات.

وذكرت أنه «على ضوء الادخار المادي والمنافع الصحية، تحمست المرأة الريفية لهذا النشاط، والآن تنتج ما تحتاجه وتبيع الفائض». وشددت على أهمية وقع هذه الأنشطة في تعزيز ثقة الريفيات بأنفسهن.

وعلى مدى سبع سنوات، انتشر برنامج تحديث الزراعة المحلية في 14 محافظة ويدور حول ستة محاور: التأهيل والتواصل، البحوث، الإنتاج الحيواني، تنويع البذور، والإدارة الزراعية المتكاملة، وتنطلق كلها من منظور النهوض بالمرأة الريفية وتحقيق المساواة.

وشرحت نينسيدا بيرموى، المسؤولة عن النوع في البرنامج في محافظة هولغين، «نسعى لتحقيق الانسجام في الجماعات وأن لا تعتمد المرأة اقتصادياً على الرجل. انضمت النساء للجمعيات التعاونية الزراعية، وركزت بعضهن على الدراسة لتطوير الذات، ومارست بعضهن أنشطة جديدة لزيادة مشاركتهن في دخل الأسرة»

• آي بي إس 2008

آخر تعديل على الخميس, 24 تشرين2/نوفمبر 2016 14:49