موسكو - برلين: نظرة على العلاقات قبل الانتخابات الألمانية

موسكو - برلين: نظرة على العلاقات قبل الانتخابات الألمانية

بعد أن وصلت إلى مستوى منخفض جديد في أعقاب الأزمة في أوكرانيا في العام 2014، أظهرت العلاقات الألمانية- الروسية علامات تحسن حذر بحلول نهاية العام، لتستمر بذلك حتى الوقت الحالي.

لا يوجد أدنى شك بأن العلاقات الألمانية الروسية يشوبها الاضطراب. أدنى مستوىً للعلاقة، بطبيعة الحال، جاء بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في فبراير/شباط 2014، ومزاعم التدخل في منطقة دونباس بأوكرانيا في الأشهر التالية. وفي وقت لاحق، عززت الحملة العسكرية الروسية في سورية هذا الاتجاه، ما أدى إلى تصوير روسيا كدولة معتدية.

ونتيجة لذلك، قلصت ألمانيا، بضغط من «الأصدقاء والحلفاء» في الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي، علاقاتها مع روسيا، من سياسة الشراكة والمصلحة المتبادلة إلى حالة تتميز بالابتعاد والعقوبات.

ومع ذلك، تشعر ألمانيا بقلق بالغ إزاء تدهور العلاقات مع روسيا، تحت وطأة الضغط الأمريكي المباشر. ونتيجة لذلك، فإن «دليل السياسة الأمنية الجديدة» في ألمانيا الذي من المقرر أن يصدر هذا الصيف، قد يضع روسيا في قائمة أكبر 10 تحديات أمنية، على قدم المساواة مع الإرهاب، والمهاجرين من الشرق الأوسط وتغير المناخ العالمي.

في نهاية التسعينات وبداية القرن الحالي، تعززت العلاقات الثنائية من خلال العديد من الاجتماعات الرسمية والاتصالات في الكثير من مجالات الاقتصاد والثقافة. وهذا ما لم يُسعد الأصدقاء والحلفاء، فنصحت ألمانيا شركائها باتخاذ موقف ضبط النفس والتعقل فيما يتعلق بقضايا مثل توسيع حلف شمال الأطلسي وإنشاء درع صاروخية في أوروبا. وتم انتقادها بأن هذا كان يعد تساهلاً فيما يتعلق بمزاعمهم حول «نوايا موسكو السيئة».

وفي الوقت نفسه، تطورت القضية الأوكرانية إلى شيء من اختبار للعلاقات الألمانية- الروسية. وبشكل لا يخلو من بعض التردد، وافقت ألمانيا على تولي دور قيادي في ما يسمى «صيغة رباعية النورماندي» (التي تضم أيضاً روسيا وأوكرانيا وفرنسا) التي صممت للمساعدة في العمل على التوصل إلى تسوية سياسية صالحة على أساس اتفاقات «مينسك».

ابتداء من هذا الخريف، وعلى نحو متزايد، ستتأثر ألمانيا بالحملات التي تسبق الانتخابات العامة المقبلة المقرر إجراؤها في أيلول 2017. وفي هذا السياق، ستكون العلاقات الألمانية - الروسية، الموضوع المحوري في دائرة الاهتمام. وفي أفضل سيناريو بالنسبة لروسيا، هذه العلاقة الثنائية ستصبح نقطة توافق بدلاً من الخلاف بين السياسيين في ألمانيا في الحملات الانتخابية.