الجولان: سفر نضالي جديد في مواجهة المحتل

لم تمض أيام على المواجهة البطولية التي خاضها أبناء مجدل شمس في الجولان السوري المحتل مع قوات الاحتلال الصهيونية التي حاولت خائبة تنفيذ ما وصفته بعملية أمنية لاعتقال «مطلوبين»، حتى خرجت لجنة في الكنيست الصهيوني لتتحدث عن مصادقتها على ما وصف بمشروع قانون يلزم بإجراء «استفتاء عام» على أي انسحاب «إسرائيلي» من الجولان السوري المحتل والضفة الغربية، ضمن أي «اتفاق سلام مستقبلي».

وبحسب مشروع القانون- الذي بات يعرف بقانون القدس والجولان- يجب أن يحظى أي اتفاق انسحاب من أراض خاضعة كما قيل لما وصف بالسيادة الإسرائيلية- ومن ضمن ذلك القدس والجولان- بتأييد 61 عضو كنيست وبعد ذلك إجراء «استفتاء شعبي»، لكن إذا حظي الاتفاق بتأييد ثمانين عضو كنيست أو أكثر فإنه لا حاجة لإجراء الاستفتاء!! في محاولة مستميتة أخرى لإضفاء أي طابع من الشرعية المفقودة، جولانياً- سورياً وعربياً ودولياً على «القانون الذي سنه الكنيست ذاته في أعقاب عدوان حزيران 1967 والذي يقضي بسريان مفعول قوانين الكيان على القدس الشرقية كما سن قانوناً مشابها يتعلق بالجولان المحتل في نهاية 1981، دون أن تهدأ أرض الجولان تحته كلياً.

فمواجهات الحادي عشر من الشهر الجاري لم تنقض بإصابة 11 جولانياً خلالها بل تضمنت اشتباكات بالعصي والحجارة مع جنود وشرطة الاحتلال وتعزيزاتها التي استخدمت الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع دون أن يحميها كل ذلك من تدمير ثلاث عربات عسكرية واحتجاز عدد منهم داخل منازل مجدل شمس التي هب أبناؤها للمواجهة ونصرة أفراد العائلات المستهدفة.

وحسب موقع الجولان فقد نقل عن شهود عيان أنه عندما وصل أفراد الوحدة المقتحمة لبيت ماجد الشاعر الواقع في المدخل الغربي لمجدل شمس خرجت ربة البيت تستغيث الجيران والمارة على الشارع الرئيسي طالبة المساعدة، فسمع صوتها جيرانها في بيت نايف رباح الذي كان وأولاده وأحفاده الصغار في باحة البيت، فهرعوا وهم لا يزالون في حدود بيتهم ليعرفوا مصدر الصوت، فقابلهم عدد من أفراد شرطة الاحتلال الذين بقوا خارج المنزل لحماية أفراد الشرطة التي تفتش البيت، فطلب هؤلاء بشكل استفزازي من الجيران الدخول إلى بيتهم، وسارع أحد أفراد الشرطة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع باتجاههم ما أدى إلى حالات اختناق شديدة وحروق  في أجسادهم خاصة وأن الغاز وصل إلى الغرفة حيث أطفال رضع نائمون، وعندما بدأت جماهير الناس بالوصول إلى المكان سارعت شرطة الاحتلال إلى إطلاق المزيد من القنابل المسيلة للدموع بينما هرعت سيارات الإسعاف للمكان لنقل المصابين إلى مجمع العيادات الطبية في مجدل شمس.

وانتشر الخبر في مجدل شمس وقرى الجولان، وبفترة زمنية قصيرة امتلأ الشارع المؤدي إلى المدخل الغربي للمجدل بالمئات من سكان الجولان وخاصة الشباب الغاضب على هذا العمل الاستفزازي المستهتر، في حين لم يتجرأ عناصر الشرطة داخل المنزل المستهدف على المغادرة خاصة عندما كان يخرج احدهم إلى الشرفة ويرى الكم الهائل من الجمهور الهائج والذي حطم كليا ثلاثاً من سياراتهم وحرق محتوياتها من أوراق.

وقبل خروج عناصر الشرطة من البيت- قامت وحدة إنزال من وحدات في قوات الاحتلال بالهبوط بالحبال شمالي مجدل شمس في حين تمركزت قوات أخرى عند مدخلها الغربي وكذلك في منطقة واسط تحسباً لأي طارئ جديد، في وقت تسعى فيه سلطات الاحتلال إلى استفزاز أهالي الجولان تمويهاً عن مشاريعها الاستيطانية التهودية الجديدة، ثم تأتي لتتشدق بالحديث عن السلام.