برلمانيون وسياسيون عرب يرفضون تدخلاً عسكرياً غربياً في ليبيا

رفض برلمانيون وسياسيون عرب أي تدخل عسكري غربياً في ليبيا وبحسب التصريحات التي سجلتها ندوة إلكترونية أقامها مركز الدراسات العربي - الأوروبي ومقره باريس، تحت عنوان هل تؤيدون تدخلاً عسكرياً غربياً لإسقاط نظام القذافي. قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب السوري سليمان حداد: نحن لا نؤيد أي تدخل عسكري غربي في ليبيا.. ليبيا يجب ألا يحدث فيها أي تدخل.. نتمنى كل الخير والتوفيق للشعب الليبي.. ونحن ضد إراقة الدم مهم كانت الظروف.

من جانبه قال رئيس التيار الوطني العراقي الإمام حسين المؤيد: إننا نرفض بشدة التدخل العسكري الغربي في ليبيا، ونعتقد أن هذا الموقف الرافض يجب أن يكون هو الموقف الثابت للشعب الليبي الشقيق وقواه السياسية والاجتماعية على تنوعها، وأن يكون أيضا الموقف الثابت للدول العربية والإسلامية شعوبا وأنظمة.. فمضافا إلى أن التدخل العسكري الغربي يعتبر انتهاكا صارخا للسيادة الليبية وتجسيدا لوصاية غربية على بلد حر مستقل، لا تملك شرعية قانونية ولا مبرراً مشروعاً حتى لو أقرها مجلس الأمن الخاضع لهيمنة ذات القوى الرامية للتدخل  المعبر عن مصالح دول مجلس الأمن ..أقول مضافاً إلى ذلك، فإن هذا التدخل سيهدد مستقبل ليبيا سيادة واستقلالا وثروات للخطر، ويفتح بابا للهيمنة الغربية على ليبيا، كما يفسح الفرصة لقوى إقليمية طامعة للتدخل في الشأن الليبي والعربي.

إن من الخطأ تصور أن الغرب حريص على شعب ليبيا ومهتم بأرواح أبناء الشعب الليبي وإنقاذهم من القتل والدمار، فهل ينسى الليبيون موقف أمريكا والغرب من الممرضات البلغاريات اللواتي حقنّ أطفال ليبيا بالأيدز؟ وكيف تحرك الغرب من أجل إنقاذهن من العقوبة ولم يرف له جفن لمأساة أولئك الأطفال؟ وكيف يطمئن للتدخل الغربي وكل المؤشرات تشير إلى أطماع غربية بليبيا وثرواتها والسعي لتغيير المنظومة الوطنية والقومية للشعب الليبي؟ وكيف يطمئن إلى التدخل الغربي في ليبيا ولا تزال تجربة العراق حية ماثلة أمامنا، سواءً في ضرب العراق سنة 1991 م بعد الاحتلال الغاشم الذي قام به النظام العراقي للكويت الشقيق، وما أعقب ذلك من حصار جائر دفع الشعب العراقي ضريبته باهظة، أو احتلال العراق وما أعقبه من دمار وقتل وفتن؟ وكيف نثق بتصريحات الغرب بشأن الحفاظ على أرواح الليبيين والدفاع عن حقوق الإنسان ونحن نرى بأم العين تواطؤ الغرب على ظلم الشعب الفلسطيني واستهتاره بأرواح الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة؟ ثم إن التهديد الغربي بالتدخل العسكري يهدف فيما يهدف إليه إلى ابتزاز كل من النظام والمعارضة والثوار واللعب على هذه الحبال دون اعتناء بمن سيكون الضحية بعد ترجيح من تستقر عليه المصلحة الأجنبية. فلماذا نسمح للغرب أن يلعب فينا هذه اللعبة القذرة؟. ثم إن باب التدخل العسكري إذا فتح في ليبيا فسيكون سابقة سيئة قد تتكرر في دول عربية وإسلامية أخرى تنتفض شعوبها على الأنظمة، فيتخذ الغرب ذلك ذريعة للتدخل وتحقيق مآربه وتفريغ الحركة الجماهيرية الثورية من محتواها الوطني والعمل على السيطرة على دفة الأوضاع وتسييرها لصالح الغرب، وهو ما ستكون له انعكاسات جد سلبية على مستقبل المنطقة وشعوبها. إننا نعتقد ونؤكد على أن قضايانا يجب أن تعالج في داخل أطرنا، وأن ترتيب البيت العربي لابد أن يكون بيد أبنائه دون فسح المجال للأجنبي الذي لا يتدخل إلا من زاوية مصالحه وتحقيقا لأهدافه التي لا تتطابق مع مصالحنا وأهدافنا، وعلينا أن لا نقصر النظر على التقاء المصالح الآنية، وإنما علينا أن ننظر إلى الأمور بنظرة إستراتيجية تستوعب مختلف الأبعاد والجوانب.

إن على الدول العربية أن تكون حريصة على منع التدخل الأجنبي في وطننا العربي، والسعي لحل الأزمات والمشاكل في الإطار الوطني والقومي، وبهذا الدافع، منعا من محاولات الغرب لاستخدام الآخرين من داخل البيت العربي كأدوات لتحقيق أهدافه ومصالحه ثم ينقض على تلك الأدوات بعد أن تستنفذ أغراضها.

لا شك أن للشعب الليبي الشقيق مطالب عادلة وطموحات مشروعة تستحق من الجميع التعامل معها بكل إيجابية، إلا أننا لا نرى في التدخل الأجنبي سندا لهذه المطالب، ولا مصلحة للشعب الليبي، بل نرى فيه تهديدا لليبيا ومستقبلها الحر المستقل.

وفي السياق نفسه قال النائب في البرلمان الأردني ريم بدران: مرفوض أي تدخل غربي في ليبيا. الدول العربية قادرة بنفسها على حل مشاكلها. التاريخ علمنا بغض النظر عن القالب الإنساني أو الأطماع من التدخل الأجنبي في الدول العربية ولنا في تجربة العراق مثالا.

من جانبه قال النائب في البرلمان البحريني جاسم حسين: لا نؤيد التدخل العسكري الغربي في ليبيا، ولكن نؤيد أن يكون مجلس الأمن الدولي هو المرجعية للظروف الراهنة في ليبيا.