الصحراء الغربية: شمال أفريقيا هدف الفاشيين

خمس وعشرون عاماً على قرار تنظيم استفتاء لتقرير مصير الصحراء الغربية، والذي جرى الاتفاق عليه بين المغرب وجبهة «البوليساريو»، على أن يقام هذا الاستفتاء في شباط العام 1992، وأن تراقب بعثة الأمم المتحدة «مينورسو»، وقف القتال وتنظيم هذا الاستفتاء..

لم يجر الاستفتاء، ونجحت المملكة المغربية في التملص من تعهداتها، بينما تشبثت جبهة «البوليساريو» بموقفها إزاء تنظيم الاستفتاء، لكن بعثة الأمم المتحدة التي ظلت لضمان وقف إطلاق النار عرقلت التطلعات المغربية، لا بل أن الأمم المتحدة التي حذرت من استمرار عرقلة بعثة الأمم المتحدة والتي من واجبها تنظيم الاستفتاء، دفع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى إصدار إشارات حول إمكانية مراجعة مسار السلام بأكمله. وجاء هذا في تقريره السنوي لعام 2014، وربما أن المغرب استشعرت أن عدم قدرتها على حسم الملف لصالحها، أو بالحد الأدنى إنشاء إدارة ذاتية في الصحراء الغربية تابعة لها، يضعف موقفها يوماً بعد يوم، وأن تحريك الملف أصبح ضرورياً لتحصيل مكاسب لا تضمن المملكة تحصيلها في وقت لاحق.

اجتمع هذا العامل بعوامل عدة أخرى، منها العلاقات الجزائرية- الفرنسية المتوترة في الآونة الأخيرة، والعلاقات السعودية- الجزائرية السيئة على خلفية مواقف الجزائر من قضايا المنطقة على العموم. أي أن توتراً في جنوب غرب الجزائر يجري العمل عليه، وتحديداً من طرف السعودية، بمباركة من التيار الفاشي داخل الإدارة الأمريكية.

وتزامن ذلك مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية مؤخراً، وتوصيفه لوضع الصحراء الغربية بـ«الاحتلال»، قبل أن تقوم مظاهرات في الرباط ضد موقف الأمم المتحدة، والذي ردت عليه المغرب بطرد أعضاء بعثة «المينورسو» من مناطق الصحراء الغربية الواقعة تحت سيطرة المغرب. وفي هذه القضية، يحظى المغرب بدعم فرنسي لموقفه.

لم تزل القضية عالقة، ويبدو أنها في طريقها إلى التفاقم، رغم تشديد مجلس الأمن مؤخراً على ضرورة استعادة مينورسو قدرتها على العمل بصورة كاملة خلال أربعة أشهر، قبل أن ينظر المجلس في أفضل السبل التي يمكن أن تسهل تحقيق هذا الهدف.