الحرب على اللبرلة.. ضرورة وطنية مصرية

الحرب على اللبرلة.. ضرورة وطنية مصرية

أعلنت «اللجنة العليا للانتخابات» في مصر عن نتيجة المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب على 226 مقعداً فردياً و60 مقعداً للقوائم، بفوز قائمة «في حب مصر»  بدائرتي غرب الدلتا والصعيد. غير أن المثير للجدل كانت نسبة المشاركة الضئيلة التي لم تتجاوز 7.5 مليون ناخب، أي أقل من 27% ممن يحق لهم التصويت.

رغم الإجراءات الحكومية التي اتخذت بهدف تنشيط العملية الانتخابية وزيادة أعداد المشاركين فيها، كتخفيض عدد ساعات العمل في اليوم الانتخابي الثاني، إلا أن عزوف الكثيرين عن المشاركة دفع بالتساؤلات حول دلالات انخفاض النشاط الانتخابي عمّا كان عليه في موجتي الحراك الأولى والثانية نحو التداول الإعلامي الواسع.


في تحريض الأخطار الكبرى

في موجة الحراك الجماهيري الأول- ثورة يناير التي خلصت إلى عزل الرئيس مبارك- جاء النشاط الجماهيري مثقلاً بتناقضات تراكمت على مدار الحقبة الممتدة منذ ما بعد عبد الناصر، بما حملته تلك المرحلة من اتفاق العار «كامب ديفيد»، وما تلاه من انكفاء مصري عن لعب دور إقليمي فاعل، إذ ترافقت مفرزات هذه المرحلة مع وصول التناقضات الاقتصادية الاجتماعية إلى حدود تنذر بتصدعات داخلية تطال دور جهاز الدولة ووحدته.
وفي موجته الثانية، عزل الحراك- مسنوداً بقوى داخل جهاز الدولة- تنظيم «الإخوان المسلمين» عن المشهد السياسي، بعدما دخلت مصر منعطفاً صعباً يمس مستقبلها وأمنها كدولة، نظراً للتبعية الإخوانية الواضحة للمراكز الغربية، وخصوصاً في الملفات التي تتعرض للأمن القومي المصري بشكل مباشر، فضلاً عن تغييبها المقصود للقضية الاقتصادية الاجتماعية.
بمعنى آخر، ارتبط مستوى المشاركة الشعبية الفاعلة في الانتخابات على طول الخط، بمستوى وحجم المهمة المطروحة لإنجازها. فعندما كان يرى الناخبون أن هناك استحقاقاً سياسياً كبيراً على طريق تحقيق مطالبهم كنا نرى أعداداً كبيرة تشارك في هذه الاستحقاقات. حيث يمكن إرجاع السبب في إحجام المصريين عن المشاركة اليوم إلى حالة التسويف والتأجيل في فتح الاستحقاقات الكبرى، والمتمثلة اليوم بالقضاء على نفوذ الفساد الكبير وقوى النظام القديم داخل جهاز الدولة.


مهام المرحلة المعقدة

إن مهاماً عديدة تبدو اليوم كبوابة خلاص لمصر من المخاطر المحدقة فيها، من حدودها مع السودان إلى حدودها مع ليبيا، وصولاً إلى سيناء. وفي أولى هذه المهام، تبرز ضرورة استكمال الاستدارة في الخيارات الاستراتيجية التي بدأتها مصر لتتناسب مع الميل العام لميزان القوى الدولي، بإنجاز الاستحقاقات المطلوبة على الصعيد الداخلي.
وإن كان ذلك متحقق بنسبة كبيرة عبر الانفتاح المصري الواسع على روسيا اقتصادياً وعسكرياً، وببدء استعادة مصر لدورها الفاعل في الإقليم، عبر دخولها على خط الحلول السلمية في المنطقة، فإن إنجاز استحقاقات الداخل، أي فتح المعركة المطلوبة شعبياً، واستعادة جهاز الدولة من قوى النهب الليبرالي هي العلامة الفارقة التي من شأنها تثمير الظرف الدولي بما يؤمن مصالح الشعب المصري، ويضمن لمصر دوراً فاعلاً ومستداماً في المنطقة، وهي المرحلة التي يجب أن تمر بالإجهاز على ممثلي القوى والمؤسسات الدولية الناهبة داخل جهاز الدولة وخارجه في مصر.

إضرابات المحلة إلى الواجهة مجدداً

يواصل عمال شركة «مصر للغزل والنسيج» بالمحلة الكبرى إضرابهم عن العمل، ابتداء من صباح الخميس الماضي 22/10/2015، للمطالبة بصرف العلاوة الاجتماعية بنسبة 10%، التي أقرها الرئيس السيسي، واستثنتهم منها وزارة المالية. حيث اكتفى العمال بإيقاف ماكيناتهم، والبقاء داخل المصانع دون الخروج إلى ميدان طلعت حرب بالشركة، الميدان الذي شهد معظم الإضرابات العمالية خلال السنوات الماضية.