أردوغان.. وقنبلة الخلافات الحزبية

أردوغان.. وقنبلة الخلافات الحزبية

رغم عملية الالتفاف الطويلة التي مارسها «العدالة والتنمية»، محاولاً كسب أغلبية المقاعد البرلمانية التي فشل في تحقيقها خلال الانتخابات السابقة، تشير مراكز الإحصاء التركية إلى انحسار شعبية الحزب لتصل إلى ما بين 38% و41% من مجموع أصوات الناخبين.
يشي هذا الانحسار بفشل الحزب في تحقيق الأغلبية البرلمانية التي تسمح له بتشكيل الحكومة منفرداً في الانتخابات المزمع إجراؤها في شهر تشرين الأول المقبل، فضلاً عن خسارة الحزب لعدد من المقاعد التي كان قد كسبها في الانتخابات السابقة.


وأمام هذا التراجع، يشتعل فتيل الخلافات داخل «العدالة والتنمية»، بما يتخلله من محاولات لتحميل المسؤولية إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن تراجع شعبية الحزب من جراء «السياسات المتهورة» التي قادها، لاسيما بما يتصل بالتورط في أزمات المنطقة، وتأجيج الفالق «التركي- الكردي» عبر تصعيد النزعات القومية لكسب الأغلبية البرلمانية.
وتصل الخلافات الداخلية إلى حد طرح بدائل عن أردوغان داخل الأروقة الحزبية، كشكل من أشكال «تكيف الحزب» مع متطلبات المرحلة، فيما يبرز من بين الأسماء المطروحة الرئيس السابق، عبد الله غول، المتوقع له، حسب ما تروج بعض التسريبات في الصحافة التركية، أن يكون بديلاً عن أردوغان فيما لو بات الأخير «حملاً ثقيلاً» على كاهل «العدالة والتنمية».
في المقابل، يبدأ أردوغان بانعطافة ملحوظة في خطابه السياسي، تماشياً مع التبدل الحاصل في تصريحات القادة الغربيين، لاسيما ما يتعلق بالأزمة السورية، والدفع باتجاه الحل السياسي فيها. واقعٌ يبدو أنه سيحدد مصير أردوغان تبعاً لمدى قدرته على التكيف مع المتغيرات.