يدعو لأندلس إن حوصرت حلب؟!

يدعو لأندلس إن حوصرت حلب؟!

تظهر تناقضات العديد من القوى والجهات أكثر فأكثر في تعاطيها مع كل من الحدثين السوري والبحريني، فمع غياب القراءات الموضوعية للواقع السياسي المعقد الذي يلف كل من البلدين، تظهر الشبهات في مواقف عدة قوى بشكل فاقع. جسد الشيخ يوسف القرضاوي الزعيم الروحي للإخوان المسلمين أحد أهم أقطاب المواقف المشبوهة، فالرجل الذي تحدث مطولاً بعد غزو العراق عن احتمالات المؤامرة على سورية عاد لينكر أي دور للخارج في الأحداث على الأرض، ثم تحول لاحقاً لأحد أهم دعاة التدخل الخارجي في الحدث السوري مكرراً الأسلوب نفسه الذي اتبعه  بالحدث الليبي الذي ساهم فيه من خلال العمل على تعبئة الرأي العام والتلاعب بالمشاعر الدينية الملتهبة لدى البسطاء.

غفل القرضاوي عن قاعدة السيلية في قطر عن قصد وتحدث عن طغيان القذافي طالباً التدخل الأجنبي ضده بدعوى حقن دماء المسلمين، بينما تحدث عن أحداث طائفية لاتمت بأي عمل ثوري تجاه أحداث البحرين، ليكرس نفسه شيخاً من مشايخ السلطة الخليجية المؤتمرة أمريكياً و يؤكد الخط الرسمي لحركة الإخوان المسلمين.

لم يكن القرضاوي في الحدث السوري أقل وضوحاً فقد دعا مؤخراً إلى الجهاد في سورية والدعم بالسلاح والأموال مساهماً بذلك في دعم العنف والعنف المضاد وزيادة منسوب الدم في الشارع السوري.

لكن المفارقة التي تستحق الذكر هي موقف القرضاوي من ردات الفعل على الفيلم المسيء للنبي محمد(ص) حيث دافع القرضاوي عن الولايات المتحدة كحكومة واعتبر أن لاعلاقة لها بالفيلم المسيء في تجاهل سطحي لسلوك الولايات المتحدة اليومي الإجرامي تجاه دماء المسلمين قائلاً: « ليست أمريكا كدولة وراء هذا الأمر» . كما تحدث عن ضرورة توعية الأمة حتى تنبذ العنف وهو المصر عليه في الحالة السورية لكن وعلى طريقة الإخوان المسلمين السوريين، يرى أن العنف مطلوب في الداخل السوري ومرفوض ضد أعداء الشعوب الحقيقين قائلا: «إن الجماهير في بلادنا بحاجة إلى توعية وإلى تثقيف، وأن أمتنا في حاجة إلى ثقافة متوازنة متكاملة، ثقافة علمية حقيقية مبنية على أصول سليمة، تعمم على سائر الناس، يقوم عليها العلماء والدعاة، وتكتب بلغات عدة»، أي أن القرضاوي يصر على السلمية أمام سفارات الأعداء فيما يؤكد على ضرورة العنف في الأراضي السورية!!

هكذا إذاً أراد القرضاوي أن تكون بلاد المسلمين آمنة بدعوته للجهاد في سورية ورفضه للعنف الطبيعي ضد سفارات الولايات المتحدة!!