القوى الوطنية المصرية وحرب المواجهة

القوى الوطنية المصرية وحرب المواجهة

بعد ضرب مشروع جماعة الإخوان في مصر إثر إسقاط حكومة مرسي، ومن ثم القبض على مرشدهم محمد بديع، واعتقال أمين عام حزب العدالة والتنمية  والناطق باسم حركة الإخوان أحمد عارف وما يقارب 56 من عناصر قيادية في الجماعة، .

زاد الارتباك في سياسة الإدارة الأمريكية خاصة أمام إصرار الجيش على تصفية الجماعة التي هددت بالتصعيد

انتهاء لعبة العصا والجزرة
بدايةً تناقضت التصريحات الأمريكية حول قطع المساعدات التي كانت تقدمها الولايات المتحدة للقوات المسلحة المصرية، والتي تبلغ 1,3مليار دولار وبعض المساعدات العسكرية الأخرى، فقد جاءت بعض التصريحات من الكونغرس الأمريكي بقطع هذه المساعدات، ثم صرح الناطق باسم الخارجية الأمريكية بعدم النية بقطعها، بل بتعليقها حتى وقت لاحق وذلك حسب تطورات الوضع المصري، في محاولة تكرار لعبة العصا والجزرة التي لطالما تم استخدامها.
إلا أن تأثير القوى الوطنية السياسية والشعبية على سياسة الحكومة الجديدة بدأ يُظهر بعض الحسم في مواجهة الدور الأمريكي في مصر، فقد حذّرالببلاوي الثلاثاء 20 آب في مقابلة مع محطة «اي بي سي نيوز» الأمريكية، الولايات المتحدة من التلويح بقطع المساعدات مؤكداً أن مصر تستطيع أن تجد حلاً بهذا الخصوص مصرحاً :«يجب ألا ننسى أن مصر عاشت مع الدعم العسكري الروسي وقد نجحنا لن يكون الأمر إذاً آخر الدنيا ويمكننا أن نعيش في ظروف مختلفة».
لقد وضعت مثل هذه المواقف والتصريحات الجيش المصري بمواجهة مباشرة مع الإدارة الأمريكية، وهو ما قد يفتح المجال لتغيير في الكثير من السياسة المصرية المقبلة فيما بعد الأزمة من ناحية، ويثبت فشل سياسة الولايات المتحدة وتراجع دورها في المنطقة من ناحية أخرى، ورغم كل محاولات الضغوط على مصر سواء عبر سياسة الاحتواء التي تقودها أمريكا من خلال تصريحات ومواقف بعض حلفائها بمساندة حكومة مصر في وقف الإرهاب مثل السعودية والإمارات، أو بالتهديد بعزل مصر ما بعد مرسي إقليمياً وسياسياً عبر قطر وتركيا ودول الاتحاد الأوربي، والتي علقت مساعداتها، فإن طوراً جديداً من العلاقات غير الودية بين مصر والغرب قد بدأ. 
عنف يطال الجميع
في إطار هذه التجاذبات السياسية يبدو مشهد الشارع المصري مغرقاً بالعنف الذي لم يسبق أن شهده المصريون من قبل، حيث دعت مجموعة الدفاع عن الشرعية إلى تجاهل اعتقال قادة الإخوان  وقرار حظر التجول، والنزول إلى الشارع  والتظاهر مما زاد من حدة التوتر في الشارع المصري، بالإضافة إلى الهجوم على قوات الجيش والشرطة وخصوصاً في سيناء التي قضى 25 من المجندين المصريين فيها، والتي تم إعلانها منطقة عسكرية مغلقة، وهو ما جعل الجميع في مصر ضحايا واقع العنف الجديد ومساعي الغرب لضرب مؤسسة الجيش وإدخال السلاح والمقاتلين الجهاديين لمصر في محاولة لنسخ سيناريو الحدث السوري.
يبدو أن السياسة الأمريكية تضع ثقلها في حل الصراع لمصالحها في مصر أو للخروج بأقل الخسائر وهو ما يحمل القوى الوطنية مسؤولية كبيرة في المواجهة.