عن غربة السوريين... ولجوئهم
تعرفون المشهد المتكرر لعملية التنويم المغنطيسي؟ المنوِّم يحرك نواساً أمام عيني «الضحية»، ويطلب منها أن تنسى كل شيء وتركّز نظرها في النواس المتحرك فقط...
تعرفون المشهد المتكرر لعملية التنويم المغنطيسي؟ المنوِّم يحرك نواساً أمام عيني «الضحية»، ويطلب منها أن تنسى كل شيء وتركّز نظرها في النواس المتحرك فقط...
6.4 ملايين سوري لا يزالون نازحين داخل البلاد، و5.5 مليون تقريباً هو تعداد اللاجئين السوريين في الإقليم... وهؤلاء وأولئك يشكلون نسبة 54% من سكان البلاد تقريباً في عام 2010 وهم الأقل استقراراً، والأكثر خسارة، والأكثر عرضة للدخول في الفقر والجوع...
تستمر قائمة الأزمات الطويلة التي يعيشها الشعب السوري بالازدياد في عدد مفرداتها وفي عمق كلٍ منها، حتى أنها باتت تشمل كل جوانب حياة السوريين دون استثناء؛ من الخبز إلى المحروقات إلى الحرائق إلى الكهرباء فالماء والتعليم والصحة، إضافة للوضع المعيشي الكارثي والمتفاقم يوماً بعد آخر، بالتوازي مع التوحش المتصاعد للأسعار وللناهبين الكبار وسياساتهم، مضافاً إلى ذلك كله العقوبات والحصار. وأيضاً تستمر أزمات اللاجئين والمهجرين والنازحين بالتعمق، ومعها تستمر أزمة المعتقلين والمخطوفين والمفقودين دون أية حلول ملموسة.
يزيد عدد اللاجئين السوريين وفقاً للأمم المتحدة عن 5.5 مليون لاجئ، ولكن هذا الرقم يشمل فقط أولئك المسجلين لدى الأمم المتحدة، ما يعني أنّ الأعداد الفعلية أكبر من ذلك، وهي وسطياً بحدود 6.6 مليون لاجئ خارج البلاد، وإذا أضفنا لهذا العدد النازحين داخلياً فإنّ العدد سيتجاوز 50-60 % من إجمالي السوريين.
يواجه السوريون في مخيمات اللجوء، كما كل موسم شتاء، تلك الظروف القاسية والخطرة، مطراً وثلجاً وريحاً وبرداً ومرضاً وعواصف، في ظل استمرار تراجع الإمكانات ومحدوديتها، ليس على مستواهم الفردي والأسري فقط، بل وعلى مستوى ما تقدمه المنظمات الدولية والجهات الداعمة.
الكارثة التي دمرت مرفأ بيروت في لبنان الأسبوع الماضي، وأودت بحياة 158 شخص حتى الآن، مع حصيلة 6000 جريح تتباين حالاتهم والكثير في عداد المفقودين، من بين هؤلاء أعلنت السفارة السورية أسماء 43 مواطناً سورياً ضمن المتوفّين في الانفجار.
أتت جائحة الكورونا لتزيد من معاناة اللاجئين السوريين في دول اللجوء، وخاصة في دول الجوار (الأردن- لبنان- تركيا) حيث المخيمات التي تكتظ بهؤلاء في شروط تعتبر سلفاً غير صحية وغير قابلة للعيش.
غطت جائحة «الكورونا» الحالية على الكثير من الكوارث الأخرى التي تصيب السوريين، والتي أصبحت تمر مرور الكرام عبر وسائل الإعلام.
6,7 ملايين لاجئ سوري عبر العالم مسجلون في نهاية 2018، العدد الذي أصبح يشكّل نسبة 40% تقريباً من العدد المقدّر داخل البلاد! ورغم التراجع في عدد اللاجئين إلا أن ظروف البلاد لا تزال تدفع أكثر من نصف مليون شخص للخروج منها سنوياً ليصبحوا لاجئين عبر العالم، حيث خرج في 2018 أقل عدد سنوي ولكنه بلغ أكثر من 600 ألف لاجئ جديد! أما ظرف الشمال السوري فيعيد أزمة اللاجئين السوريين إلى مقدمة عناوين الأزمة السورية...
التوتر الحالي في منطقة الشمال السوري يفتح احتمال توافد مليون لاجئ سوري إضافي، وأول الإجراءات التركية كانت دفع أكثر من 37 ألف لاجئ سوري إلى الحدود. وهو عدد يفوق نصف اللاجئين السوريين المتوافدين خلال عام مضى إلى أوروبا. حيث بدأت أوروبا تحدّ من أعداد اللاجئين السوريين المتوافدين إليها، والذين بلغوا 70 ألفاً في عام 2018، 67 ألفاً منهم وصلوا إلى ألمانيا الوجهة الأساسية للسوريين في أوروبا.
من المرشح أن يرتفع عدد السوريين الداخلين إلى سوق العمل الألمانية في عام 2020، فمن بين السوريين في عمر العمل فإن نسبة 28% فقط من دخلوا سوق العمل بشغل كامل. بينما نسبة مماثلة تقريباً من السوريين يعملون في أعمال جزئية، والكثير من الشباب في إطار التعطيل أو التأهيل من حيث اللغة أو التدريب أو مستفيدون من رواتب البطالة والمعونات.