المأكولات الشعبية نحو ارتفاع سعري رسمي سبقته الأسواق بأشواط!

المأكولات الشعبية نحو ارتفاع سعري رسمي سبقته الأسواق بأشواط!

مسلسل ارتفاع الأسعار لا نهاية له، فالارتفاعات السعرية باتت أمراً معتاداً في مشهد الحياة اليومية للمواطن السوري، على الرغم من تصريحات الجهات المعنية التي صدعت آذاننا بتطميناتها، وتأكيدها المستمر بأن المأكولات الشعبية ستحافظ على شعبيتها، وستبقى على حالها السعرية الشعبية دون تعديل، لتبقى صديقة الطالب والعامل والأسرة، أي في متناول يد عموم المواطنين!

إلّا أن أصحاب المحال والمطاعم رفعوا الأسعار دون الرجوع إلى التسعيرة الرسمية والتقيد بها، وهو ما يعني أن معظم قرارات التموين والتسعيرات الرسمية التي تصدر ليست سوى حبر على ورق، لا يُعترف بها ولا يتم التقيد بها، بل وكأنها شرعنة واضحة لأسعار السوق المرتفعة، مع فتح باب واسع أمام زيادة جديدة لأسعار السوق، وبصورة غير رسمية!
فالتجار هم من يحدد التسعيرة ويفرضونها، والجهات المعنية ما عليها إلّا أن تنفذ وتشرعن هذه التسعيرة!
مما يدفعنا للتساؤل عن دور هذه الجهات في ضبط السوق وتحديد الأسعار؟
وعن ماهية المأكولات الشعبية، وهل ما تزال شعبية فعلاً؟

مقدمات لزيادة سعرية مرتقبة بنسبة 30%!

بحسب تصريحات رئيس جمعية المطاعم في دمشق، حسن بواب، لـموقع «أثر برس» بتاريخ 22/4/2024 حول صدور تسعيرة جديدة لأسعار المأكولات الشعبية، بيّن أنه وفق الدراسة سترتفع أسعار الفلافل، والفول، والحمص، والبطاطا، وغيرها.. وكذلك أسعار وخدمات المقاهي والكافتيريات بنحو 30%، مبرراً قرار الرفع بارتفاع كلف الإنتاج خلال الفترة الماضية بنسبة وقدرها 70%، حسب تقديراته، ومؤكداً، أن الجمعية حاولت قدر الإمكان أن تكون نسبة الارتفاع قليلة، بهدف الوصول إلى تسعيرة وسطية ترضي الناس وأصحاب المطاعم للمحافظة على استمرارية عمل المطاعم بشكل عام!
التصريح أعلاه يبشرنا بزيادة سعرية جديدة مرتقبة ستصدر عن الجهات الرسمية المعنية على أسعار المأكولات الشعبية!
فهل الزيادة السعرية بنسبة 30% على المأكولات الشعبية ترضي الناس؟
وهل ستلتزم المحال بالسعر المرتقب؟!
فالنسبة التي يتم الحديث عنها سبق أن تم استنفادها خلال الفترة القريبة الماضية في الأسواق والمحال، وبحال صدور النشرة السعرية الجديدة فلن تكون إلّا قوننة للأسعار الحالية، مع فتح البوابة مجدداً لفرض زيادات سعرية من خارجها كما جرت عليه العادة!

هل يتحول قرص الفلافل إلى حلم؟!

برصد بسيط وسريع لأسعار بعض المأكولات الشعبية (حمّص، وفلافل، وفول، وفتة) في الأسواق، لاحظنا ارتفاع أسعار هذه المأكولات أضعاف ما كانت عليه منذ فترة قريبة!
حيث ارتفع سعر قرص الفلافل من 350 ليرة ليناطح سعر 500 وإلى 700 ليرة في بعض المحلات، وكيلو الحمص المسلوق كان يتراوح سعره من 20 إلى 22 ألف ليرة، ليرتفع إلى 30 ألف ليرة/كغ، وإلى 38 و40 ألفاً للمتبل الجاهز منه، أما كيلو الفول السادة فقد كان 20 ألف ليرة، ليرتفع إلى 30 ألف ليرة، وإلى 40 ألف للمتبل، وسجّل كيلو المسبحة 30 و35 ألف ليرة، وزبدية «الفتّة» سعرها متباين من محل إلى آخر، فكلّ يبيع على هواه!
أما سعر سندويشة الفلافل، فيبدأ سعرها من 8000 ليرة بالخبز السياحي، أما بالصاج فسعرها يصل إلى 9500 ليرة، وبالصمون 10000 ليرة!
ولا شك أن هذه الأسعار سترتفع مع صدور النشرة المرتقبة!
فهل، مع هذه الأسعار الخيالية، ما تزال مأكولات الفقراء الشعبية لهم، أما أنها حذت حذو غيرها من السلع والمستهلكات، وباتت حُلماً بالنسبة إليهم؟!
فواقع الأسعار سوداوي يُحارب من خلاله المواطن بلقمة عيشه!
وقد يقول قائل: إن زيادة التكاليف هي السبب، وهو ما يعتبر مبرراً للزيادات السعرية المستمرة، لكن ماذا عن قدرة المواطن الشرائية التي باتت عاجزة عن تحمل تكلفة أسعار ما كانت تسمى مأكولات شعبية؟!
وماذا عن استمرار المسلسل بتأثيره على حياة المفقرين، الذين باتوا عاجزين حتى عن تأمين حصة غذائية، غير كافية وغير صحية، لهم ولأفراد أسرهم؟
ومن المسؤول عن زيادة التكاليف وعن استمرار سوء الواقع المعيشي للمواطن؟
تساؤلات كثيرة ومشروعة تتبادر للأذهان دون إجابات!
فالحكومة وجهاتها الرسمية مستمرة بلا مبالاتها بحياة المواطنين المفقرين، كما وتشرعن بشكل مباشر وغير مباشر كل أنماط وأشكال الاستغلال الممارسة بحقهم، لمصلحة كبار حيتان السوق!
فهل من نهاية لهذا المسلسل المكسيكي الطويل بحلقاته غير المنتهية؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1173
آخر تعديل على الإثنين, 06 أيار 2024 19:20