أهالي المعضمية وحاجز السومرية

أهالي المعضمية وحاجز السومرية

عند الصباح، وفي وقت ذهاب الموظف إلى وظيفته، وذهاب الطالب إلى مدرسته أو جامعته، والمواطن إلى عمله، ما على هؤلاء إلا الانتظار على حاجز السومرية لوقت طويل، يصل أحياناً إلى ما يقارب الساعة، أكثر أو أقل، نتيجة الازدحام الشديد، ولتشعر وكأنك قادم من دولة أخرى، بل ربما من دولة علاقاتها معنا سيئة!

فإما أن تنزل من سيارة السرفيس أو التكسي لتمرّ السيارة وسائقها على الجهاز، ناهيك عن تقديم بطاقتك الشخصية من أجل الفيش، أو أن تذهب أنت والسيارة فوراً إلى الفيش، وليقف السائق وقتاً طويلاً إلى أن يأتيه الدور لتفييش بطاقات الركاب الشخصية معه، ولتتنفس الصعداء عند الانتهاء من هذا الإجراء أخيراً!
وهذا الأمر لا علاقة له بالظروف الجوية، برداً أو حراً، وما على المواطنين إلا تحمل متغيرات الحالة الجوية رغماً عنهم، ناهيك عن وقتهم المهدور!

سبب شدة الازدحام

الأمر لا يقتصر على القادمين من بلدة المعضمية فقط، بل يشمل كل القادمين من محاور جديدة عرطوز وجديدة الفضل وقطنا وعرطوز البلد، حيث لا بد لهؤلاء من المرور من هذا الحاجز عند قدومهم إلى العاصمة، وهو ما يسبب المزيد من الازدحام عنده، علماً أنه يوجد حاجزان عند مدخل جديدة عرطوز، يشمل جديدة الفضل وقطنا وعرطوز البلد أيضاً، كذلك يوجد حاجزان عند الدخول أو الخروج من معضمية الشام إلى دمشق!

مع التقدير ولكن!

إن الوضع الأمني في جميع هذه البلدات مستقر ومستتب، وجميع أجهزة الدولة متواجدة في هذه البلدات، بما في ذلك الأجهزة الأمنية، بل إن بعضها لم يخرج عن سيطرة الدولة أصلاً خلال السنوات الماضية، ومع ذلك فإن المبررات الأمنية لها طبيعتها وضروراتها التي يقدرها المواطنون.
لكن بالمقابل فإن عامل الزمن المهدور على هذا الحاجز ينفي مبررات وجود الحواجز التي قبله، فجميعها تقوم بنفس المهام الأمنية!
فالمشكلة بالنسبة للمواطنين ذات طابع يومي متكرر، لذلك يبدو أن عامل الزمن المهدور، والتعب والإرهاق المصاحب له على الحواجز المتتالية، وكأنه غير مهم بالنسبة للقائمين على الأمر، فكل من هذه الحواجز يعمل بمعزل عن الآخر، وكل ذلك على حساب وقت وجهد وتعب المواطنين (طلاب جامعيين يسعون إلى تحصيل علمهم، وعمال يبحثون عن أرزاقهم، ومراجعين لدوائر الدولة لإنجاز بعض معاملاتهم، ونساء وشابات بين كل هذا وذاك).
هؤلاء لا يعرفون كيف من الممكن أن تُحل مشكلتهم اليومية والمستمرة تلك، عبر آلية للتنسيق فيما بين الحواجز، أو من خلال تخفيض عددها، وربما الأسهل أن يتم منحهم «بطاقات مواطنة» معتمدة من قبل الحواجز بعد التفييش لمرة واحدة وانتهينا، غير بطاقاتهم الشخصية الرسمية التي من المفترض أنها كافية، بدلاً من الانتظار والتفييش عند كل عبور من هذه الحواجز!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1063