تكريم مديري مدارس المتفوقين إجحاف وتمييز!

تكريم مديري مدارس المتفوقين إجحاف وتمييز!

تحت عنوان «الاتجاه نحو تشجيع الأفكار والإبداع وحل المشكلات وتنمية المهارات»، قام وزير التربية بتكريم مديري مدارس المتفوقين بعد صدور نتائج طلابهم.

وقد ورد في صفحة الوزارة الرسمية: أنه «تم التأكيد على الإنجاز والتركيز على تنمية المهارات، لأن تطوير طريقة التعلم تقاس من خلال مخرجاته»، وغير ذلك من المواضيع التي تم التأكيد عليها خلال لقاء وزير التربية مع مديري مدارس المتفوقين ورؤساء دوائر البحوث من المحافظات بحضور معاونيه ومديري تربية دمشق وريفها والقنيطرة، ومديرة مديرية البحوث ورئيس دائرة التفوق فيها.
وقد أكد الوزير على نتائج مدارس المتفوقين الجيدة هذا العام في امتحانات التعليم الأساسي والثانوي، وضرورة الاستمرار في العمل ليستمر تميزها.
لا شك أن تكريم الكوادر التي تخرج المتفوقين والمتميزين هو عمل محفز وهام لرفع القدرة والتحفيز على استمرار النجاح، ولكن على أن يتم ضمن العدالة في تقدير الجهود، إذ إن هذا التكريم، أولاً: كان إجحافاً بحق الكادر التعليمي في مدارس المتميزين ذاتها، إذ تم تكريم مدراء المدارس فقط، وثانياً: إجحافاً بحق بقية المدارس العامة، ما أثار استياء كثير من المدراء والمعلمين بسبب هذا التمييز، حيث لا تجوز مقارنة جهود كادر مدارس المتميزين بغيرهم، حيث توفر الوزارة كل الإمكانات والوسائل التي يحتاجونها، فضلاً عن إشرافها المباشر عليها، كما أنّ جهودهم المبذولة محدودة جداً لأن الطلاب هم متميزون أصلاً، ولا يتم قبول أي طالب إلا إذا كان متفوقاً، بينما كثير من المدارس العامة لا تجد من يؤمن لها مستلزماتها، ومع هذا يحققون نتائج مرضية وطلاباً متفوقين رغم إمكاناتهم المحدودة جداً، وكثير من المدارس حققت نتائج تقارب نتائج مدارس المتميزين رغم كل ما تعانيه من ضعف الإمكانات.
أليس من العدالة أن تكرم المدارس التي خرّجت المتفوقين بصورة عامة؟

أليس من بذل جهداً أكبر هو الأحق بالتكريم؟

فحقيقة هذا التمييز بهكذا تكريم أنه يولد إحباطاً للمدارس الأخرى طلاباً وكوادر ومدراء، ولو تعاملت وزارة التربية مع بقية المدارس كما تتعامل مع مدارس المتميزين لكانت كل المدارس متميزة بحق، فمتى ستعمل الوزارة بعيداً عن البهرجة وطمس الحقائق وإنكار الجهود؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1032
آخر تعديل على الإثنين, 23 آب/أغسطس 2021 23:11