مأساة جديدة الفضل والحاجة إلى لحلول

مأساة جديدة الفضل والحاجة إلى لحلول

لا يمكن توصيف ما يعيشه أهالي بلدة جديدة الفضل على إثر فرض الحجر الكلي عليها بسبب الكورونا إلا بالمأساة، خاصة مع طول مدة هذا الحظر التي تجاوزت حتى الآن 22 يوماً، فقد تم فرض الحجر الكلي على البلدة بتاريخ 21/6/2020، وما زال ساري المفعول حتى تاريخ إعداد هذه المادة.

الأهالي توجهوا بعدة مناشدات من أجل فك الحجر عن بلدتهم، خاصة وأنه لم تسجل أية إصابة فيروسية خلال فترة الحجر، وقد ظهرت نتيجة المسحات العشوائية المتخذة سلبية بحسب بعض المصادر الطبية المختصة.

الحجر وضرورات الحياة

الأهالي المحجور عليهم طيلة هذه المدة لم يعترضوا على الحجر بحد ذاته، فهو إجراء صحي لا بد منه، لكنهم توقفوا عند واقع تأمين ضرورات حياتهم ومعاشهم الذي تدهور خلال هذه الفترة أكثر مما هو متدهور أصلاً، في الوقت الذي تم التخلي عنهم وعن احتياجاتهم وضروراتهم المعيشية، وصولاً إلى مرحلة الجوع لدى بعضهم واضطرارهم إلى بيع بعض مقتنياتهم من أجل تأمين بعض الضرورات الغذائية، بحسب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام.
المشكلة لدى الأهالي ليست بتوفر المواد والضرورات، بل بعدم قدرتهم على شرائها في ظل توقف أعمالهم وضعف مواردهم وطول مدة الحجر، طبعاً مع عدم إغفال الكثير من عوامل الاستغلال أيضاً.
فقد استنفد غالبية هؤلاء ما يمتلكونه من موارد مالية خلال هذه الفترة، واضطر بعضهم إلى التخلي عن بعض مقتنياتهم عبر بيعها من أجل شراء بعض الضرورات.

مساعدات لم تصل وقوائم دعم مالي محدودة

في حديث مع محافظ القنيطرة عبر إحدى وسائل الإعلام تعقيباً على الوضع المأساوي الذي يعيشه أهالي بلدة جديدة الفضل، واضطرار بعضهم إلى بيع بعض مقتنياته، أشار إلى دور المحافظة في مستوى تأمين الضرورات، مثل: الخبز والخضراوات والمحروقات وغيرها، مبيناً: أنه جرى توزيع بعض سلال المساعدات الغذائية والصحية بما يقارب 9000 سلة، الأمر الذي استغربه بعض الأهالي المعوزين الذين لم تصلهم هذه المساعدات!
كذلك أشار المحافظ إلى دور وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عبر توزيع مبلغ 100 ألف ليرة كمعونة للبعض ممن توقف عمله من المياومين وفقاً لصندوق الإعانة الخاص بهذا الشأن، بموجب قوائم اسمية شملت 4000 اسم ستصرف خلال أسبوع، الأمر الذي توقف عنده بعض الأهالي أيضاً، معبرين عن عدم سماعهم بأمر القوائم الاسمية تلك، وكذلك إلى عدم توافقها مع من هم بحاجة للمساعدة والإعانة، حيث يبلغ هؤلاء أضعاف هذا الرقم، خاصة أن تعداد القاطنين في البلدة، أهالي ووافدين، يقدر بـ 200 ألف نسمة!
بالإضافة إلى واقع عدم استلام الكثير منهم لأجورهم الشهرية المستحقة بالرغم من إحضار صراف متنقل إلى البلدة، إلاّ أن واقع الشبكة والازدحام حال دون استكمال مهمة استلام الجميع لأجورهم، ناهيك عن أن الصراف كان للعقاري في حين أن بعض أصحاب الأجور موطنة حساباتهم في التجاري!

لا إصابات جديدة والأمور جيدة

آخر ما حرر بشأن الحجر على البلدة كان على لسان رئيس بلديتها عبر إحدى المحطات التلفزيونية المحلية بتاريخ 11/7/2020، مفيداً أن: «هناك اقتراحاً لإجراء حجر جزئي على بعض المنازل التي سجلت فيها إصابات كورونا بدلاً من الحجر الكلي المطبق على البلدة»، موضحاً: «لا توجد مدة محددة لرفع الحجر الصحي عن المنطقة، علماً أنه تتم دراسة وإعادة تقييم لوضع البلدة».
وكان محافظ القنيطرة قد أكد عبر إحدى وسائل الإعلام في وقت سابق أنه: «لم تسجل أية حالة إصابة في جديدة الفضل بفيروس كورونا منذ 15 يوماً.. والأمور جيدة..».
وبناءً على مضمون التصريحين أعلاه، وفي ظل الواقع الضاغط على حياتهم ومعاشهم، ينتظر أهالي البلدة قرار فك الحجر الكلي عن بلدتهم على أحر من الجمر، وإلا فإن الحال سيكون أسوأ مما هو عليه الآن بدرجات كبيرة.
فهل سيطول انتظار هؤلاء، وتتعمق مأساتهم؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
974
آخر تعديل على الإثنين, 13 تموز/يوليو 2020 12:57