دير الزور.. أهالي الريف الشرقي.. مطالب ملحّة

دير الزور.. أهالي الريف الشرقي.. مطالب ملحّة

ما يزال الحديث عن تأمين عودة أهالي دير الزور إلى مدنهم وقراهم مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي، دون تأمين المستلزمات الأساسية للحياة والعمل الزراعي، كونه المصدر الوحيد للعيش في الريف، ناهيك عن الاستغلال والفساد الذي يتعرضون له علناً.

 

الريف الشرقي لمحافظة دير الزور جنوبي نهر الفرات(الشامية) الذي تم دحر التنظيم الفاشي التكفيري داعش منه، وعودة سيطرة الدولة عليه، وهو يمتد لمسافة 125 كم من مدينة دير الزور، حتى الحدود العراقية السورية، وأهم مدنه هي: موحسن وبقرص والميادين والبوكمال.
معابر الفساد؟
لعل أهم معيقات عودة الأهالي، هي: الموافقات الأمنية، ومعابر الفساد على نهر الفرات، فبعد أن دمرت طائرات التحالف الأمريكي البنى التحتية وأهمها: الجسور. ويضطر الأهالي الذين تهجروا إلى الريف الشمالي الشرقي، إلى عبور نهر الفرات بالقوارب، ودفع مبالغ كبيرة كإتاوات وسمسرة للجهات(المسؤولة) وسماسرة المصالحة، تبدأ من المعابر كي يسمح لهم بالرسو على الشاطئ الجنوبي، بل وأصبحت هناك منافسة في الأسعار بين المعابر، وبعدها يأتي استغلال الحواجز على الطرقات، وانتهاءً بالخوف الذي يبقى مسيطراً عليهم في انتظار الحصول على موافقة أمنية، والتي قد تصل مدتها إلى شهرين، وختامها عدم توفر مقومات الحياة الضرورية من خدمات، ومستلزمات العمل الزراعي بشقيه النباتي والحيواني.
رغيف الخبز بـ 40 ليرة فقط!
لقد عاد حوالي عشرة آلاف مواطن من أهالي مدينة الميادين، وتم تشغيل فرن خاص، لكنه يبيع كل 12 رغيفاً بـ 500 ليرة سورية، أي: سعر الرغيف أكثر من 40 ليرة، أي: أن الأسرة بحاجة على الأقل لـ 15 ألف ليرة شهرياً، أما الخبز الذي يوزع مجاناً من الهلال الأحمر فهو غير كافٍ، وبنوعية سيئة جداً، ناهيك عن انعدام الكهرباء وندرة الماء.
مطالب ضرورية
بعد عودة قسم لا بأس به، من أهالي قرية بقرص فوقاني إلى قريتهم في الريف الشرقي، وجدوا بيوتهم خراباً ودماراً كلياً أو جزئياً ومعفشة كغالبية الريف الشرقي، وهم بحاجة إلى مساعدات إسعافية واهتمام من الجهات المسؤولة في المحافظة، والحكومة.
وفي زيارة ميدانية للريف الشرقي، ومنه قرية بقرص فوقاني، وبعد الاطلاع على الواقع، تبين أن الأهالي بحاجة ماسة إلى المطالب التالية:
1_ تشغيل محطات المياه.
2_ تأمين مطاحن أو مادة الدقيق، حيث لا يتوفر الخبز.
3_ تفعيل الجمعيات الزراعية.
4_ تأمين صالات لبيع المواد الغذائية أو مؤسسات استهلاكية.
5_ تسهيل عودة المهجرين إلى بيوتهم.
6_ تأمين كراجات للنقل من دير الزور إلى الميادين والريف ككل.
7_ تخفيف الحواجز على طريق دير الزور_ الميادين_ البوكمال.
8_ تفعيل دوائر السجل المدني، وهذا يخفف العبء على المواطن من أجور النقل، ويخفف الضغط على المحافظة.
9_ تخفيض تعرفة النقل من دير الزور إلى القرى والمدن، وعلى سبيل المثال: أجرة الراكب الواحد إلى الميادين التي تبعد 45 كم هي 2000ل.س.
10_ توزيع الهلال الأحمر للمساعدات بشكل مستمر ودوري.
11_ تفعيل المصالحة الوطنية بشكلٍ حقيقي ودون سمسرة ومحسوبيات.
12_( تأمين القروض للفلاحين دون فائدة.
13_ تأمين الماشية من بقر وأغنام للفلاحين بأسعار رمزية، علماً أن الثروة الحيوانية في الريف الشرقي شبه معدومة بسبب التعفيش.
14_ تأمين مادتي البذار والسماد.
15_ تأمين مواد البناء للترميم وإعادة الإعمار بأسعار معقولة.
16_ تأمين الكهرباء ولو (أمبيرات) بأسعار مقبولة ريثما تتم إعادة الكهرباء العامة.
إن هذه المطالب الضرورية، تشمل الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، وهي أساسية لعودة الحياة إلى مدن وقرى هذا الريف، الذي يعتبر منكوباً بحق.