في العاصمة.. حشرات وروائح تقطع الأنفاس!
عادل ابراهيم عادل ابراهيم

في العاصمة.. حشرات وروائح تقطع الأنفاس!

مع قدوم فصل الصيف وارتفاع الحرارة المصاحب، تزداد معاناة المواطنين من تأثيراتها وتداعياتها، وخاصة ما يتعلق بانتشار الحشرات، أو بتراكم النفايات، مع ما يرافق ذلك من انعكاسات سلبية على المستوى الصحي والبيئي.

يتساءل المواطنون عن الخطط التي من المفترض أن تكون موضوعة قيد التنفيذ، مع قدوم فصل الصيف، من قبل المحافظة والبلديات، حيث لا مفاجأة بهذا الجانب تستدعي التأخر بالإجراءات الوقائية اللازمة لتلافي الانعكاسات السلبية تلك من قبلهم.
معاناة متعددة الأوجه
دمشق بأحيائها وشوارعها وحاراتها أصبحت تعج بأنواع الحشرات كافة ، المصنفة منها وغير المصنفة، ومهما تعددت ابتكارات الأهالي من أجل تلافي «عضات وقرصات» هذه الحشرات بالإمكانات الذاتية، إلا أن جهودهم كلها تلاقي الفشل تلو الفشل، مع استمرار معاناتهم منها، وذلك بسبب التقاعس بعمليات رش المبيدات الحشرية عبر السيارات التي من المفترض أن تجوب الأحياء بشوارعها وتفرعاتها من أجل الحد من تكاثرها وانتشارها.
كذلك هي حال تراكم النفايات والقمامة في بعض الأحياء، والتي تصبح خلال فصل الصيف والحر المصاحب له مرتعاً لتكاثر الحشرات بأنواعها، بالإضافة لتكاثر الجرذان والفئران، حيث تمتلئ حاويات القمامة وتفيض القاذورات من حولها، محولة مكانها إلى بؤرة أمراض، بالإضافة للروائح الكريهة المنتشرة منها، مغطية مساحة واسعة حولها تخنق الأنفاس.
ناهيك عن الروائح المنبعثة من تفرعات بردى داخل المدينة، وريكارات الصرف الصحي، في مختلف أحياء العاصمة، حيث تنغص تلك الروائح الكريهة حياة المواطنين بشكل دائم، سواء في الشوارع أو في البيوت، كما تعتبر تفرعات بردى مركزاً لتكاثر الحشرات، كما هي مستقراً للكثير من الجرذان، وهي بالتالي بؤرة لانتشار الأمراض، مع التداعيات السلبية على الصحة والبيئة، كذلك الأمر.
والنتيجة: إن حر الصيف، بالإضافة لكونه مضنياً في ظل الواقع الكهربائي المتردي والنقص بالمياه، إلّا أنه يصبح أكثر سوءاً في ظل تكاثر الحشرات والفئران والجرذان، خاصة مع ما يمكن أن تنقله هذه الكائنات من عوامل ممرضة، تصبح قابلية العدوى بها أكثر خلال فصل الصيف والحر.
المحافظة تتحرك بشكوى!
محافظة دمشق، وفي ظل تزايد الشكاوى، تحركت أخيراً بأن جهزت عدداً من السيارات من أجل القيام بعمليات رش المبيدات الحشرية في بعض أحياء المدينة، وستستكمل هذه المهمة على بقية أحيائها، وذلك حسب ما صرح به أحد أعضاء مكتبها التنفيذي.
الملفت أن العضو أعلاه، قال: أنه في حال توافر أيةِ شكوى، التنسيق مع المخاتير لإرسال السيارات إلى المناطق المطلوبة في أي وقت! وذلك حسب ما تداولته وسائل الإعلام على لسانه.
التصريح أعلاه يثبت الحقيقة بأن المحافظة ليس لديها خطط عمل واضحة وثابتة موضوعة مسبقاً، من أجل معالجة موضوع انتشار الحشرات والحد من تكاثرها في أحياء العاصمة.
بالمقابل فهي ستتحرك ولكن بناءً على الشكاوى، وعن طريق المخاتير في الأحياء فقط!.
وكأن فصل الصيف والحر، وما يرافقهما سنوياً من انتشار للحشرات والأمراض، هي حالة طارئة وليست واقعاً دائماً من المعاناة، مطلوب معالجتها بشكل دائم، عبر خطط مقترنة بجداول زمنية محددة، مرتبطة بمواعيد فترات تكاثر الحشرات بحسب أنواعها، وبحسب أماكن تواجدها وانتشارها، وذلك بشكل مسبق اعتباراً من بداية فصل الربيع.
ليبقى السؤال الملح على ألسنة سكان العاصمة ومرتاديها: متى ستتحمل المحافظة مسؤولياتها عبر وضعها للخطط المسبقة، وتنفيذها بالشكل المطلوب، من أجل معالجة أوجه معاناتهم المتعددة؟.

معلومات إضافية

العدد رقم:
817
آخر تعديل على السبت, 01 تموز/يوليو 2017 18:10