دير الزور.. على خطّ النّار!

دير الزور.. على خطّ النّار!

شهدت أحياء دير الزور المحاصرة ومنطقة المطار، في الأيام الأخيرة تصعيداً عسكرياً، حيث شنّ التنظيم الفاشي التكفيري(داعش). هجوماً عنيفاً بعشرات الآلاف، في محاولةٍ منه للسيطرة على المطار، وبقية أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة الدولة، للتغطية على خسائره التي تلقاها في مدينة الموصل في العراق، والخسائر التي تلقاها في الشمال السوري.

كذلك ترافق هذا الهجوم العنيف، مع اقتراب موعد انعقاد لقاء (الأستانا) بين الفصائل المسلحة الأخرى، والحكومة السورية، للتشويش عليه، وعرقلته.
شهداء على خطوط التماس
الهجوم الفاشي العنيف، كان عبر مختلف خطوط التماس، في أحياء المدينة المحاصرة، وخاصةً من المنطقة الجنوبية الجبلية (جبال ثردة)، والمقابر، والمشفى التي سيطروا عليها مؤقتاً، لقطع التواصل بين حامية المطار العسكرية وحي هرابش، الملاصق له شرقيَّ المدينة، والأحياء المحاصرة في غربها، كما سقط عشرات الشهداء من المدنيين نتيجة القذائف التي يطلقها التنظيم الفاشي على الأحياء.
فقد استشهدت عائلة من ستة أطفال ووالدهم، وبقيت أمهم حيّة، والتي كانت خارج البيت تبحث عن شراء فطور لهم، كما استشهد ثلاثة أخوة أطفال، في الطريق وهم عائدون من المدرسة إلى البيت، عدا آخرين استشهدوا وأصيبوا.
ولولا صمود أفراد الجيش السوري، ومن يساندهم من أبناء محافظة دير الزور، وتدخل الطيران الحربي السوري، والطيران الفضائي الروسي، لحدثت مجازر كبيرة بحقّ الأهالي المحاصرين.!
الهجوم يفاقم المعاناة!
فاقم الهجوم الفاشي معاناة المواطنين المدنيين من الحصار، حيث انقطع وصول المواد الغذائية، حتى من طرق التهريب، مما دفع تجار الأزمة وحماتهم من الفاسدين لرفع الأسعار، كما سمح للتجار المدعومين من المتنفذين، باستغلال ذلك، حيث قام أحد التجار بإنزال مادتي البطاطا والبصل جواً، وبيعت 2كغ بطاطا و1 كغ بصل بمبلغ 5500 ليرة، بينما مؤسسة الخزن والتسويق، لم تقم بذلك منذ أشهر.. ناهيك عن معاناة الأهالي من الكهرباء المقطوعة منذ عامين، من الحصار، والمياه التي تأتيهم بالقطارة، كل ستة أيام، والمعاناة من البرد الشديد نتيجة ندرة المحروقات وارتفاع أسعارها، وحتى الحطب والخشب، حيث وصل سعر الكيلو ما بين 400 و500 ليرة، يضاف إلى ذلك انتشار الأمراض، وندرة الأدوية والعلاج وقلة الكادر الطبي، وصعوبة الخروج للعلاج في الطائرة، باستثناء المدعومين من المتنفذين، أو من يدفعون مرغمين لسماسرتهم، حيث وصل ما يدفعه الفرد إلى 300 ألف ليرة. وإلى المهرب 125 ألف ليرة!
ورغم هذه المعاناة القاسية لأهالي دير الزور، ومازالت وسائل الإعلام، تتجاهل ذلك، وما زالت قوى الفساد وبعض القوى التي تدّعي المعارضة، تتاجر بآلام الديريين، وما زال الأهالي متمسكين بوطنهم والأمل والحل.!

معلومات إضافية

العدد رقم:
795